أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن نساء المغرب ورجاله يتساوون في درجة التدين والالتزام بمجموعة من الشعائر الدينية، وهي الملاحظة التي تم تسجيلها في معظم الدول الإسلامية في الوقت الذي تم تسجيل تفوق طفيف للنساء على الرجال في البلدان حيث يدين غالبية السكان بالمسيحية. وحسب نتائج الدراسة الصادرة عن مركز "PEW" الأمريكي، أول أمس الخميس، والتي شملت 84 دولة من أنحاء العالم ومجتمعات تدين بمختلف الديانات، فقد تم عموما تسجيل تفوق للنساء في درجة التدين حيث أن 83.4% من نساء البلدان التي شملتها الدراسة متدينات في مقابل 79.9% من الرجال المتدينين. واعتمدت الدراسة على ستة مؤشرات أساسية لقياس درجة تدين الجنسين، وهي الحضور الأسبوعي لدور العبادة، ومدى الالتزام بأداء الصلوات اليومية، ومدى أهمية الدين بالنسبة للأفراد، ودرجة الإيمان بالجنة، ودرجة الإيمان بالنار، ودرجة الإيمان بالملائكة. وإن كانت النساء المسيحيات سجلن تفوقا واضحا على الرجال في مختلف المؤشرات وخاصة مؤشر أداء الصلوات اليومية والتردد على دور العبادة، فإن النقاط المسجلة من قِبل النساء المسلمات تراوحت بين التعادل والتفوق الطفيف على الرجال في مختلف المؤشرات باستثناء مؤشر التردد على دور العبادة. فرغم أن النساء في البلدان الإسلامية سجلن تفوقا طفيفا على الرجال في مؤشر الالتزام بأداء الصلوات اليومية (72% بالنسبة للنساء مقابل 71% بالنسبة للرجال)، إلا أنهن سجلن تراجعا واضحا في مؤشر التردد على المساجد، حيث أن 70% من الرجال يترددون على دور العبادة مرة واحدة على الأقل أسبوعيا، مقابل 42% فقط من النساء اللائي يترددن على دور العبادة مرة على الأقل في الأسبوع، وهو ما يعكس تراجعا للنساء عن الرجال في ذلك المؤشر ب28 نقطة. وعلى هذا المستوى لا يحيد المغرب عن النتيجة التي سُجلت في معظم البلدان الإسلامية، حيث أن الرجال سجلوا معدلا أكثر من النساء ب27 نقطة في مؤشر التردد على دور العبادة، غير أن المركز يوضح أن هذا التفوق للرجال على النساء في البلدان الإسلامية والذي سُجل أيضا لدى اليهود والأرثودوكس لا يمكن أن يعكس تدينا أكثر للرجال عن النساء، حيث يشير إلى أن الأمر يعود إلى اعتبارات دينية. فبالنسبة للإسلام، يوضح المصدر، أن الدين يوصي الرجال بأداء صلاة الجماعة في المسجد خصوصا صلاة الجمعة، في حين يمكن للنساء أداء الصلاة سواء يوم الجمعة أو في غيره من الأيام جماعة في المسجد أو في البيت ولا يشكل الأمر أي فارق لهن. وكخلاصة عامة يقترب رجال ونساء العالم الإسلامي من التعادل على مستوى درجة التدين، وإن كان الرجال يتفوقون في مؤشر التردد على دور العبادة، فإن النساء بدورهن سجلن تفوقا طفيفا لا يتجاوز النقطة الواحدة، وذلك على مستوى ثلاثة مؤشرات هي درجة الالتزام بأداء الصلوات اليومية (72% مقابل 71%°)، والإيمان بالجنة (94% مقابل 93%)، والإيمان بالملائكة (86% مقابل 85%).