أيام قليلة بعد الاعتداءات الدموية، التي نفذها جهاديون بلجيكيون، من بينهم نجيم العشراوي، خرج مراد العشراوي، بطل التيكواندو في المنتخب البلجيكي، وشقيق الجهادي، للحديث عن علاقتهما الأسرية. وعبر مراد البلجيكي من أصل مغربي، حسب ما نقله موقع "الهوفينغتون بوست"، عن إدانته الشديدة لتصرفات شقيقه الأكبر، نجيم، مؤكدا في مؤتمر صحفي، عقد أمس الخميس، أن علاقتهما انقطعت قبل ثلاث سنوات من الآن، تحديدا في فبراير عام 2013، تاريخ سفره إلى سوريا. وأكد المتحدث نفسه، أن العائلة أبلغت السلطات البلجيكية بسفر ابنها إلى سوريا :"إلى حدود اليوم لا أستطيع التصديق أن شقيقي متورط في اعتداءات باريسوبروكسيل.. لكن نحن لا نختار عائلاتنا"، مُبديا تعاطفه مع ضحايا الاعتداءات الدموية، مضيفا:"لقد كان صبيا لطيفا، وذكيا جدا.. كان بين الوقت والآخر يلعب الكرة، ويُخصص وقتا للقراءة". شاهد أيضا * واشنطن بوست: العشراوي المُتورط في اعتداءات بروكسيل من أصل مغربي » * العشراوي..معطيات جديدة عن ابن آجدير الذي روع بلجيكا » نجيم العشراوي ولد في مدينة آجدير المغربية في 18 ماي 1991، قبل أن يقرر والديه إدريس العشراوي ووردية صنهاجي مغادرة المغرب صوب الديار البلجيكية بحثا عن حياة أفضل. وتابع نجيم دراسته بشكل عاد في التعليم الأساسي في بروكسيل، إلى أن قرر بشكل فجائي الانقطاع عن دراسته في الإلكتروميكانيك، عام 2013، وبعد أن التوارى عن الأنظار، تبين للأجهزة الأمنية أنه سافر نحو سوريا في فبراير من العام ذاته. حوكم العشراوي غيابيا من لدن القضاء البلجيكي بتهم الاستقطاب والتجنيد لصالح "داعش"، والقتال في صفوف تنظيم إرهابي، وأدين بالسجن 15 سنة. وتصنفه السلطات البلجيكية واحدا من الخبراء البارزين ل"داعش". كما ترشح مصادر استخباراتية أوربية أن يكون نجيم العشراوي واحدا من العديد من أمراء الخلايا الجهادية والانتحارية، المتكونة من أكثر من 400 جهادي، نقلهم المغربي أباعوض من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للقيام بهجمات إرهابية في مختلف العواصم الأوربية. وبرز اسم نجيم العشراوي في بداية التحقيقات حول هجمات باريس، في نونبر الماضي، فتبين أن الشخص الذي قام بإرجاع صلاح عبد السلام بعد رحلة عودته من سوريا إلى بلجيكا، في شتنبر 2015، كان هو العشراوي نفسه عندما ذهب إلى ملاقاته في هنغاريا، وبعدما جرت مراقبتهما على الحدود النمساوية في سيارة ميرسيديس مكتراة، قدم العشراوي بطاقة هوية بلجيكية مزورة باسم سفيان كيال، ونجح في المرور. وكان داخل الميرسيديس نفسها محمد بلقايد، البلجيكي من أصل جزائري، الذي سيقتل لاحقا على أيدي قوى الأمن في مداهمة في بروكسيل. وكشفت التحقيقات الفرنسية والبلجيكية أن الأحزمة الناسفة، التي استعملت في كل من هجمات باريسوبروكسيل، مرت على يد نجيم بعد العثور على بصماته في الأحزمة الناسفة المستعملة في تنفيذ الهجمات، مما يرجح إمكانية أن يكون "صانعها" و"مركبها". وستظهر أول صورة للعشراوي، في 17 نونبر الماضي، عبر كاميرا مراقبة في وكالة لتحويل الأموال في بروكسيل، عندما بعث العشراوي بهويته المزورة 750 أورو إلى حسناء آيت بولحسن، قريبة أباعوض، قبيل العثور عليها وقتلها في شقة بضاحية باريسية.