جمال وهبي بعد اقتحام قوات الأمن الحرم الجامعي في تطوان، وتعنيف طلبة كلية العلوم، المقاطعين لامتحانات الدورة الاستدراكية، هدد هؤلاء بتصعيد احتجاجاتهم. وخلف التدخل الأمني في كلية العلوم في تطوان ضد الطلبة المحتجين اعتقال العشرات من الطلبة، وإصابة 16 منهم بجروح، وأكثر من 15 إصابة في صفوف القوات العمومية، كانت أغلبها طفيفة. ويؤكد الطلبة أن عدد الإصابات في صفوفهم تجاوزت ال60، لكن أغلبهم لم يتوجهوا إلى المستشفى الجهوي "سانية الرمل" للعلاج، خوفا من اعتقالهم من طرف عناصر الشرطة. وتوجه الطلبة، ليلة أمس الثلاثاء، إلى مقر ولاية الأمن للاحتجاج على التدخل الأمني العنيف ضدهم، كما طالبوا بإطلاق زملائهم المعتقلين، قبل أن يتم الإفراج عن بعضهم، بعد التحقيق معهم من طرف مختلف المصالح الأمنية. وأصدر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، بيانا تنديديا، ضد تعنيفهم من طرف قوات الأمن عقب القرار، الذي اتخذه هؤلاء بمقاطعتهم للمرة الثانية على التوالي لامتحانات الدورتين العادية والاستدراكية، مطالبا بالإفراج الفوري عن كل الطلبة المعتقلين دون استثناء. وعاشت مدينة تطوان، يوم أمس، حالة استنفار أمني كبيرة، ومطاردات بين فرق التدخل السريع، وطلبة كلية العلوم، خصوصا بعدما نقل هؤلاء احتجاجهم عبر مسيرة ضمن المئات من الطلاب إلى وسط المدينة بساحة مولاي المهدي، رافعين شعارات تدين ما وصفوه بالقمع العنيف، الذي تعرضوا له خلال إعلانهم مقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية. ودخلت العديد من الهيآت السياسية والحقوقية والنقابية على خط ما سمته ب "أحداث الثلاثاء الأسود"، حيث أصدر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتطوان، بيانا توصلت "اليوم 24" بنسخة منه، ندد من خلاله بالتطويق الأمني المفروض على الكلية، واقتحام الحرم الجامعي. كما دعا البيان ذاته عمادة كلية العلوم ورئاسة جامعة عبد الملك السعدي إلى سلك أسلوب التفاوض والحوار مع ممثلي الطلبة على أرضية ملفهم المطلبي المشروع، ووقف أسلوب الضرب و المطاردات والاعتقالات، وسحب قوات الأمن من داخل ومحيط الكلية. من جهتها أدانت الشبيبة الاتحادية بتطوان، التدخل الأمني العنيف داخل الحرم الجامعي، معلنة تضامنها المطلق مع المطالب المشروعة للحركة الطلابية، داعية الجميع إلى ضرورة التحلي بفضيلة الحوار بين جميع الأطراف. أما المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، فقد أصدر بدوره بيانا حول ما وصفها ب "الأحداث الدامية" الجامعية، محملا المسؤولية فيما يجري في كلية العلوم بتطوان من أحداث دامية لرئاسة جامعة عبد المالك السعدي "بسبب تملصها من الحوار مع الطلبة، وتبنيها لمقاربة أمنية غير مجدية".