أسفر التدخل العنيف للقوات العمومية بمدينة تطوان في حق طلبة كلية العلوم بذات المدينة ، عن إصابة مجموعة من الطلبة ، كما نال عدد من أفراد القوات العمومية حقهم من الإصابات ، جراء المواجهات التي حدثت صبيحة الثلاثاء 15 مارس الجاري داخل وخارج محيط كلية العلوم بتطوان. و حسب مصدر مسؤول، فقد أسفرت هاته المواجهات عن اعتقال 10 طلبة بتهمة التجمهر وعرقلة السير وإتلاف ممتلكات عمومية ، كما أصيب خلال هاته الأحداث 20 مصابا من جانب رجال الأمن و القوات المساعدة ، ثلاث حالات منها خطيرة ، أصيب خلالها أحد أفراد القوات المساعدة بحجر على وجهه ، فيما أصيب رجل أمن تابع لقوات التدخل السريع بإصابة خطيرة بساقه ، بينما أصيب قائد مقاطعة المطار إصابة خطيرة هو الآخر بالساق، نقل على إثرها إلى إحدى المصحات الخاصة لتلقي العلاج. و قد عاشت الكلية و محيطها، تطورات خطيرة تسببت في قطع حركة المرور بالطريق الدائري ، و كذا بحي المحنش ، كما تعرضت مجموعة من سيارات الخواص للتهشيم ، هذا إلى جانب رشق سيارات الأمن و القوات المساعدة ، مما جعل السلطات الأمنية تصدر أوامرها بتشديد تدخلاتها الأمنية ، كما قام طلبة الكلية بنقل معركتهم و احتجاجاتهم إلى وسط مدينة تطوان ، حيث تمكن الطلبة من تنظيم وقفة احتجاجية بساحة مولاي المهدي للتنديد بالتدخل العنيف لرجال الأمن . و جاء هذا بعد رفض عمادة كلية العلوم و معها رئاسة الجامعة فتح نقاش مع ممثلي الطلبة و الإنصات لمطالبهم المشروعة ، ليقرر الطلبة نهج أسلوب التصعيد في مواجهة هذا التعنت وليقرروا مقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية. و على ضوء هاته الأحداث، أصدرت الكتابة الإقليمية للشبيبة الاتحادية بتطوان، بيانا أدانت خلاله التدخل الأمني العنيف داخل الحرم الجامعي ، معتبرة ذلك سابقة في مدينة تطوان، و تطورا ينذر بأوخم العواقب وبالتراجعات التي يشهدها الوطن في الميدان الحقوقي، كما أعلنت شبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتطوان تضامنها المطلق مع كافة المطالب المشروعة للحركة الطلابية، وكذا مع الأساتذة والإداريين في التعنيف الذي تعرضوا له. و اعتبر البيان إن فضيلة الإنصات والحوار هو أنجع الطرق لحل كل المشاكل إن توفرت الإرادة الصادقة لحلها ، مؤكدا أن للحرم الجامعي حرمته وهيبته وهو فضاء للعلم والمعرفة . و ختم بيان الشبيبة تأكيده متابعة المنظمة لهذه التطورات والتي سيقوم بإبلاغها على كافة المستويات الوطنية والمحلية، كل حسب مسؤوليته واختصاصه. من جانب آخر، حمل فرع المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي مسؤولية ما جري من أحداث دامية بكلية العلوم بتطوان، لرئاسة جامعة عبد المالك السعدي ، حيث فسر ما حدث بغياب رئاسة الجامعة في تدبير الأزمة التي تعيشها كلية العلوم و سدها لكل قنوات الحوار و اللجوء إلى حلول أمنية غير مجدية ، حسب وصف النقابة . كما أصدر فرع تطوان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بيانا للرأي العام ذكر فيه أسماء طلبة كلية العلوم بتطوان المعتقلين . وقال بيان الجمعية إن الطلبة الدين تمكنوا من الولوج إلى الكلية تعرضوا للضرب، فيما تعرض الطلبة الذين بقوا خارج محيط الكلية للتطويق والمطاردة في الشوارع و الأزقة المحيطة بالكلية . وندد البلاغ بهذا الاعتداء الذي تعرض له الطلبة، داعيا إلى إطلاق سراح الطلبة و الطالبات المعتقلين دون قيد أو شرط ، كما طالبت الجمعية عبر بيانها عمادة كلية العلوم و رئاسة جامعة عبد الملك السعدي نهج أسلوب التفاوض و الحوار الجدي مع ممثلي الطلبة على أرضية ملفهم المطلبي المشروع خاصة، وأنه سبق لهم وأن دعوا إلى فتح حوار عبر بياناتهم وأشكالهم النضالية المشروعة. وشدد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان دعوته وقف أسلوب الضرب و المطاردات و الاعتقالات ، مطالبا سحب قوات الأمن من داخل ومن محيط الكلية والكف عن استباحة حرمتها .