سجلت طوال الأسبوع الماضي العديد من الهزات الأرضية في منطقة الريف، وتجاوزت قوة بعضها حاجز 5 درجات، ما أجج نار الخوف في نفوس سكان المنطقة. وكان المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، قد رصد، يومي الجمعة والسبت الماضيين، أقوى هزتين بعد الهزة الأولى، التي سجلت منذ أكثر من شهر، حيث بلغت قوتهما 5.3 على سلم رشتر، وحدد مركزها في سواحل الحسيمة والناظور. المعهد نفسه كشف، أمس الأحد، أنه سجل هزة جديدة بلغت قوتها 4.6 درجات على سلم رشتر ضربت في سواحل الحسيمة والناظور، في تمام الساعة الثامنة و54 دقيقة، قبل أن تعقبها هزة أخرى أقل منها قوة (3.1 درجات)، في تمام الساعة التاسعة أي بعد 6 دقائق فقط. ووفق البيانات، التي ينشرها المعهد الجيوغرافي الإسباني، على موقعه الإلكتروني، يتضح أن الهزات الارتدادية مستمرة، ولم تتوقف منذ الهزة الأولى، التي ضربت المنطقة، بل إن بعض التوقعات وسط إسبانيا تشير إلى أن هذه الهزات ستستمر طوال العام الجاري في منطقة بحر البوران. وتوالي هذه الهزات جعل المواطنين في حالة ترقب دائم، خصوصا أن العديد منهم عايشوا الهزة القوية، التي ضربت المنطقة في فبراير 2004. ومع استمرار الأرض في الاهتزاز، عززت الوقاية المدينة في مدينة الحسيمة وجودها، واستقدمت آليات وتجهيزات جديدة لمواجهة أي خطر، مباشرة بعد الهزة الأولى، وبالتزامن مع الزيارة التي قادها الوزير المنتدب لدى الداخلية، الشرقي الضريس. وعلى الرغم من أن المسؤولين يؤكدون أن السلطات جاهزة للتدخل في حالة وقوع أي طارئ لقدر الله، إلا أن نشطاء المجتمع المدني في منطقة الريف يطالبون بتوفير قناة تخبر المواطنين بالمعلومة الصحيحة والدقيقة. وفي هذا السياق، أكد فيصل أوسار، الناشط الحقوقي في مدينة الحسيمة، في اتصال هاتفي مع "اليوم24" أن السلطات يجب أن تمد المواطنين بالمعلومات عن موضوع الهزات الأرضية، حتى يتمكنوا من معرفة أين يتجهون في حالة وقوع أي طارئ، وما هي الإمكانيات المتوفرة في هذا الخصوص، من مستشفيات وغيرها، مشيرا إلى ان المستشفى الجهوي في المدينة يعاني خصاصا كبيرا. وأوضح المتحدث نفسه أن توالي الهزات الأرضية، يحدث من دون شك أثرا نفسيا لدى العديد من المواطنين.