تكشف الشاعرة البريطانية «مارغاريت أوبانك» أن مجلة «بانيبال»، التي تشرف عليها رفقة زوجها الشاعر العراقي «صامويل شمعون»، أعدت عددا خاصا على الأدب المغربي، مشيرة إلى أنها لازالت تنظر في طريقة معالجة الأعداد الكبيرة من المشاركات: كيف جاءت فكرة مجلة «بانيبال» نشر الترجمة الإنجليزية لقصص نساء عربيات؟ • أعتقد أن القصص الاثني عشر، التي نشرناها في العدد الرابع والأربعون من مجلة «بانيبال»، تقول شيئا ما، عموما، عن موقع الكاتبات العربيات. كما أعتقد أن عمل كل كاتبة من الكاتبات يتميز بالإبداع والخيال والأصالة. وهذا ما نسعى إليه عموما من ترجمة الأدب العربي عموما في المجلة. أظن أننا لا نسعى إلى البحث في التبرير السياسي لمكانة النساء داخل المجتمع العربي، بل نسعى إلى البحث في أسلوبهن في الكتابة، وقدرتهن على التخييل، وأصالتهن وصدقهن في الإبداع. يبدو أن مجلة «بانيبال» بدأت تشق طريقها، ليس فقط، نحو القارئ الإنجليزي، بل أيضا نحو القارئ العربي. ما قصة هذا المشروع؟ • فكرة إنشاء مجلة «بانيبال» هي من بنات أفكار زوجي «صامويل شمعون»، الذي هو كاتب وشاعر عراقي. وهو مجنون بالأدب. اقترح إنشاء مجلة أدبية تهتم بالأدب العربي، طالما أن ليس هناك ترجمات كافية للتعريف بالنتاج الأدبي الصادر بالعربية، وليس هناك عدد كاف من الكتاب العرب الذين يكتبون بالإنجليزية يقومون بهذا العمل. وانخرطنا في هذا المشروع، رغم أنني لا أتقن العربية. لكن احتكاكه اليومي بالكتاب العرب، سهل عملنا في هذا المجال. بدأنا بموقع «كيكا» الإلكتروني، قبل أن نتحول إلى المجلة الورقية في نسختها الحالية. وقد تمكنا معا من فرضها داخل سوق القراءة، بفضل حرصنا على الأقلام الجيدة، وكذا إنجاز أفضل الترجمات إلى اللغة الإنجليزية. إذ ننكب على ترجمة فصول من روايات، وقصص قصيرة، وأشعار. كما نقدم قراءات في كتب، أو مقدمة أو نبذة، أو سير أهم الكتاب العرب. غير أن اهتمامنا بالأدب العربي لا يعني تقديم رؤية ضيقة عنه، بل نسعى إلى إدراجه في سياقه الكوني، على اعتبار أن كل الآداب العالمية هي آداب كونية. كما لا يعني أن العالم العربي منطقة معزولة، بل نسعى إلى تقديمه باعتباره عالما منفتحا، حيث نعرف، على سبيل المثال، بالكتاب الذين يكتبون بالفرنسية أو لغات أخرى. كما نهتم حتى بترجمات الأعمال، التي ينجزها العرب من لغات أخرى إلى العربية، ونسعى إلى كشف مدى تأثرهم بالآداب العالمية. هكذا، نقدم العالم العربي باعتباره جزءا من العالم، ونكسر كل الصور النمطية التي تنبني على عزله وانعزاله. بلغتم العدد السادس والأربعين. ما أثر ترجمات المجلة في القارئ الإنجليزي؟ هل هناك تغير ما في طريقة النظر إلى الإنسان العربي؟ • نعم. هذا صحيح، خاصة لدى القراء الشباب. إذ لسمنا زيادة في الإقبال على دراسة اللغة والأدب العربيين خلال السنوات القليلة الماضية. كما بدأ تصلنا طلبات عديدة من أجل الاشتغال في المجلة. وقد أصبحت الترجمة من العربية إلى الإنجليزية على قدر من التساوي مع الترجمة من لغات أخرى. وقد دفع بنا هذا الإقبال على المجلة إلى إنشاء جائزة باسم «بانيبال» لترجمة الأدب العربي، تصل قيمتها المالية إلى 3000 جنيه إسترليني. إذ تمنح الجائزة إلى جانب إنجليزية تمنح لمترجمي الآداب العالمية إلى اللغة الإنجليزية. ما الذي يميز الأدب المغربي داخل ساحة الإبداع العربية؟ • إنه أدب متنوع وغني. ولقد خصصنا له عددا خاصا، هو العدد الخامس. كما تحدثنا مع الكاتب حسن نجمي أواخر السنة الماضية من أجل تخصيص عدد جديد له. غير أننا نشعر أننا لن نوفي هذا الأدب قدره، خصوصا وأن هناك عددا كبيرا من الأدباء يستدعي أعدادا بكاملها. متى سيصدر هذا العدد الخاص؟ • لا أدري. لكن يمكنني القول إننا نتوفر على ما يكفي لإعداد ثلاثة أعداد. لذلك، لم نقرر بعد، كيف يمكننا أن ندرج كل المواد الواردة علينا. هل يمكن أن تخبري القارئ عن أهم الأسماء، التي سيضمها هذا العدد؟ • لا، لم نقرر بعد. لكنها أسماء عديدة.