في تمرين استثنائي تعود إليه «أخبار اليوم» للمرة الثانية في إحدى مناسبات «عيد ميلادها»، تحوّل هذه الصحيفة نفسها إلى موضوع عوض أن يكون الآخرون موضوعا لموادها، وتعطي الكلمة لفاعلين في المهنة والسياسة والمجتمع المدني، وأكاديميين ومراقبين، ليقولوا كلمتهم في حقّها. منهم من شغل مراكز للمسؤولية، ومنهم من خبر الإعلام والصحافة، ينتمون إلى تيارات وروافد سياسية وفكرية مختلفة، لكنّهم جميعا عبّروا عن انطباعاتهم وآرائهم الإيجابية والسلبية بخصوص هذه اليومية في ذكرى ميلادها السابعة. «بعض الفاعلين يقدّمونها على أنها جريدة مقربة من التيار المحافظ»، يقول أحمد عصيد، فيما يعتبر الاتحادي علي بوعبيد أنها تجمع «بين الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين ميل آخر في الوقت نفسه نحو التوجه المحافظ»، فيما يكتفي رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بتعليق مقتضب حين طلبت منه الجريدة كلمة في حقّها بهذه المناسبة، مفادها: «الله يهديكم والسلام». «قيمة مضافة»، «منبر للآراء المتعددة»، «مصدر أول للمعلومات»، «مصدر جيّد للتحليلات والآراء»، عبارات من بين أخرى تردّدت على أكثر من لسان، إلى جانب أخرى تعاتبها على ضعف حضور هذا التيار الفكري أو القرب من آخر، وتهاني ومتمنيات المتحدّثين عن «أخبار اليوم» امتزجت بدعوات و«مطالب» بالعمل أكثر على تحسين المحتوى الإعلامي، والحفاظ على رصيد المصداقية والتعددية الذي كاد المتحدّثون يجمعون عليه. في مثل هذا اليوم من عام 2009، انطلقت هذه التجربة الصحافية الشابة، حاملة رسالة وتحدي وضع لبنة جديدة في بناء الصحافة المستقلة المهنية والمنفتحة على الجميع، لكن سرعان ما اعترض تجربتها الفتية حادث أليم قبل أن تنهي سنتها الأولى، بذلك القرار الغريب الذي لا يعرف له أساس قانوني ولا قضائي إلى اليوم، حين أقدمت السلطة على إغلاق مكتبها وتشميعه بالشمع الأحمر طيلة شهور. ضربة لم تقصم ظهر «أخبار اليوم»، بعدما عادت لتنبعث من جديد عشية انطلاق حراك شعبي عربي لم تسلم منه شوارع المغرب، وشقّت طريقها من جديد مزاوجة بين «خدمة المصلحة العليا للوطن والبقاء منسجمة مع هموم المجتمع»، كما يقول إدريس الكراوي في شهادته ضمن هذا العدد. «فضاء للحوار متعدد الأطراف بامتياز»، يقول المخضرم في الجامعة والصحافة مصطفى السحيمي، و«من التجارب الصحافية التي طبعت إيجابيا المشهد الإعلامي بالمغرب طيلة السنوات السبع الماضية»، يضيف أستاذ الصحافة المتخصص عبد الوهاب الرامي، لكنها الجريدة التي «لا تواكب ورش الأمازيغية»، يردّ أحمد عصيد، مضيفا أنها «ليست جريدة متحاملة رغم ذلك». نبيل بنعبد الله:جريدة أحرص على قراءتها تجربة صحفية مميزة، حاولت أن تظل مثيرة بالمعنى الايجابي دون أن تسقط في الإثارة بمعناها السلبي، وبالطبع هي جريدة تروم الالتزام في بعض المواضيع التي لا تبقى فيها حيادية، وهذا شيء حميد، دون أن أكون متفقا معها في جميع الحالات. إضافة إلى أن هناك سعيا واضحا إلى المهنية، مما لا يمنع من السقوط في بعض الأخطاء، حيث يتم تناول بعض الأخبار بشكل مغلوط، لكن يتعيّن الاعتراف عموما أنها جريدة تحرص على ألا تسقط في المتاهات. أعتقد بكل صراحة أنها الجريدة، ضمن أخرى قليلة، التي أحرص على تخصيص بعض الوقت لقراءتها، بمعنى أنها تستحق ذلك مقارنة مع تجارب أخرى. وما أجده مفيدا فيها هو أن عددا من الشخصيات والأقلام المميزة تكتب فيها، وتكتب أشياء مفيدة، علما أن هذا الأمر قلّ كثيرا في المجال الإعلامي، وعدد من الجرائد ما بقا فيها ما يتقرا. وزير السكنى وسياسة المدينة، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية امحند العنصر: مواقفها تزعجنا أحيانا لكن مكانتها قوية أعتقد أنه لا خلاف في كونها جريدة لها مكانتها ومكانة قوية داخل المشهد الإعلامي المغربي، سواء من ناحية المهنية أو المواكبة، منبر حر ويمكن أن يعتز به المرء، ولو أن الحرية نسبية حتى في الصحافة، الإنسان الحر ليس هو بالضرورة من ليست له ميول ولا مواقف، لكن لها مكان في المشهد الإعلامي المغربي ومكانة متميزة ومرموقة وأتمنى لها التوفيق. هي كما قلت وأنا شخصيا منذ مدة طويلة وأنا أقول إن هذا العصر ليس عصر الجرائد الحزبية أو الموالية للأحزاب أو الناطقة باسم هذا أو ذاك، وأتمنى أن يكون الإعلام الحر والموضوعي هو السائد. وبالتاي أنا أشجعها، لكن لابد من ملاحظة أن الجريدة لها اختياراتها ومواقفها، في بعض الأحيان نتضايق لكن كيفما كان الحال فكل البشر لهم مواقف فبالأحرى المنابر الإعلامية. الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، رئيس جهة فاسمكناس مصطفى الخلفي: تعكس تعددية المجتمع وغناه أتقدّم في البداية بالتهنئة إلى هذا الطاقم الذي يشتغل بجريدة «أخبار اليوم» وكافة أسرة المؤسسة، بمناسبة عيد تأسيسها، وأنا أعتبر أن هذه الجريدة أصبحت تحتل مكانة مميزة في المشهد الإعلامي المغربي، وتساهم في إغنائه بوجهات نظر قد نتفق أو نختلف معها، لكنها تعكس تعددية المجتمع وغناه السياسي والاجتماعي والثقافي والفكري. أعتقد أن جريدة بهذه الأبعاد أصبحت من الجرائد التي لا غنى عنها لفهم تحولات المجتمع والمواقف الصادرة عن مؤسساته الفاعلة وقواه الحية، ولابد من تقدير المجهود الذي يبذل في ظل الكلفة المتزايدة والتحديات الاقتصادية الكبيرة، ونتمنى لها التوفيق ومزيدا من الاجتهاد والعطاء والارتقاء بالمنتوج الإعلامي الذي تقدمه. كما نتمنى لها مزيدا من العناية بمواردها البشرية، ونحن وإن كنا نتفهم أن الزمن الصحفي له قواعده وإكراهاته الخاصة، إلا أن المسؤولية المهنية تقتضي الوعي بطبيعة المرحلة التي يمر بها مسار الإصلاح وتقديره جيدا. وزير الاتصال وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عبد الواحد الراضي: أكثر ما يثيرني فيها افتتاحيتها لن أتحدث عن التوجه العام للجريدة، فهي صحيفة ولها اختيارها التحريري كما للباقين اختياراتهم وهذا يندرج في إطار حرية الرأي والتعبير، لكن ما يثير انتباهي كثيرا هو الافتتاحيات، حيث أقرؤها باستمرار لأنها تتعرّض لمواضيع مهمة وتجتمع فيها فوائد كثيرة يستفيد منها المرء، حيث تجد المعطيات والمعلومات والتحليل والتفكير. الباقي من مضامين الجريدة كالأخبار أحيانا تكون فيه بعض الأخطاء من قبيل الخلط بينها وبين التعليق، لكن بصفة عامة أعتبر أن «أخبار اليوم» من أحسن الجرائد في البلاد. الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي امحمد الخليفة: جريدة المغرب الأولى اعتبرها بكل موضوعية جريدة المغرب الأولى اليوم، وأن الطبقة الأكثر وعيا والمثقفة بصفة عامة، تجد فيها صورة الصحيفة التي ترضي طموح المغاربة في الحصول على الخبر الجيّد الصحيح، والتعليق الحر المشبع بعمق في فرض توجّه صحيح للمغرب نحو غد أفضل. لا يمكن الحديث عن «أخبار اليوم» دون الحديث عن الافتتاحية التي يكتبها الأستاذ بوعشرين، والتي أعتبرها ليست مجرد افتتاحية، تحلل الحدث أو توجّه الوجهة الصحيحة لبناء المغرب الحرّ الديمقرطي، بل أعتبرها مدرسة قائمة في كل يوم، وألحّ على أنها رمز لثقافة التنوير التي أرى أنه يجب أن تقتدي بها الكثير من وسائل الإعلام والصحافة المكتوبة بالذات. أتمنى لأخبار اليوم مزيدا من التألق ومزيدا من تعميق الوعي السياسي والحقوقي والديمقراطي وأفقا مستقبليا رائعا. قيادي استقلالي ووزير سابق مصطفى السحيمي: فضاء نادر مفتوح للحوار في جريدة ليبرالية تشكل جريدة «أخبار اليوم» بالنسبة إلي فضاء للحوار المتعدد الأطراف، وأنا متموقع بشكل جيّد للحديث عن هذا الجانب في هذه الجريدة، لأنه يحدث لي مرارا أن أحضر ضمن صفحاتها، إما كضيف أو كمستجوب، أو من خلال التقارير التي تنشرها عن مداخلاتي في إطار آخر. كم من جريدة يومية لدينا في المغرب تظهر قدرا مماثلا من الليبرالية ونقل الرأي والرأي الآخر؟ أعتقد أيضا أن توفيق بوعشرين الذي يتوفر على تكوين قانوني، وكان طالبا في كلية الحقوق التابعة لجامعتنا، جامعة محمد الخامس بالرباط، احتفظ في ذهنه بالقاعدة التالية: ممارسة العمل الصحفي نعم، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار أفكار وحساسيات الباحثين والجامعيين وأصحاب القرار. هذه الجريدة تمثّل قيمة مضافة، بينما جرائد أخرى تستسلم لإغراء الإثارة أستاذ جامعي ومحلل سياسي حميد برادة: الجريدة الوحيدة التي أقرأ بانتظام أولا، جريدة «أخبار اليوم» هي الجريدة الوحيدة التي أقرأها حين أكون في المغرب وبانتظام، لأنه من الصعب أن تتتبّع كل الجرائد، وهي تتميّز بكونها جريدة مطمئنة، فيها تمييز بين الخبر والتعليق، كما أقرأ افتتاحياتها يوميا وهي على العموم مفيدة، أما باقي الجرائد فأكتفي بقراءة العناوين وما ينقل عنها في الفايسبوك. في جريدة «أخبار اليوم» أخبار نادرة حول العلاقات بين الحكومة والمعارضة، وفيها أيضا تحليلات معقولة وقيّمة. في بعض المرات تنشر ترجمات مهمة لبعض المقالات والدراسات التي تنتجها بعض مراكز التفكير، مثل مقال نشرته مؤخرا لغسان سلامة على أجزاء، وتحليله كان مفيدا جدا، كما أن هناك اهتماما كبيرا بالعلاقات الخارجية في صفحات هذه الجريدة. من جانب آخر، تقع بعض الأخطاء بين الفينة والأخرى، من قبيل الموقف من فيلم نبيل عيوش، الزين اللي فيك، لأنه موقف بُني على الإشاعة وليس على الفيلم نفسه، بينما لاحظت عند مشاهدتي له أنه فيلم إيجابي جدا في كيفية تقديمه لهؤلاء الفتيات، وموقف «أخبار اليوم» كان منحازا شيئا ما. ويبقى أهم ما يوجد في مضامين هذه الجريدة هو جانب السياسة الداخلية، حيث تعتبر جريدة «مفيدة» (UTILE) لمن يريد أن يتتبّع الشأن الداخلي، فمثلا أنا الآن في باريس منذ أسبوع، ولأنني لم أقرأ «أخبار اليوم» تنقصني الكثير من المعطيات. صحافي ب»جون أفريك» أحمد رضى بنشمسي:عزيزة وغالية جريدة «أخبار اليوم» هي صحيفة عزيزة وغالية علي شخصيا، بالنظر إلى نضالها وما واجهته من مضايقات، وأذكر الوقفات التي شاركنا فيها دفاعا عن حريتها في التعبير والوجود، ليس بحكم الزمالة فقط، بل بالنظر إلى القيم العديدة التي نتقاسمها. أحيي كامل طاقم جريدة «أخبار اليوم»، وفي مقدمتهم توفيق بوعشرين الذي أعتبره صديقا وأخا. ناطق باسم هيومان رايتس ووتش علي بوعبيد: تجمع بين الدفاع عن الديمقراطية والميول المحافظ أول انطباع يتبادر إلى الذهن عند التفكير في جريدة «أخبار اليوم»، هو أنني أشتريها بانتظام، وهو ما يعني أن الانطباع الحاصل لدي إيجابي مبدئيا، حيث تتميز بالجودة في منتوجها الإعلامي. أظن أن هذا المنبر يتميز أيضا بخطه التحريري الذي يمكن أن نصفه بكونه ذا ميول سياسي وإيديولوجي يحاول الجمع بين الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين ميولات أخرى في الوقت نفسه نحو التوجه المحافظ، لكنها في جميع الأحوال تبقى جريدة جيدة تستحق القراءة وتتميز بالتحليل أساسا، وهو تحليل قيّم وله معطياته وحججه ويجب أخذه بعين الاعتبار. قيادي سابق في الاتحاد الاشتراكي نور الدين عيوش: تصفقون للحكومة حين تصيب وتنتقدونها حين تخطئ «أخبار اليوم» صحيفة عندها أولا من الناحية الايجابية اتجاه حرفي وتتسم بمهنية صحافييها الذين يقومون بعملهم بشكل جيد ويتناولون المواضيع بحرفية، ثم هناك الافتتاحية التي يكتبها توفيق بوعشرين، تعجبني لأنها تتسم بالعمق رغم أنني لا أتفق معها أحيانا لكنني أحترمها عمقها. المواضيع التي تتناولونها لا تسقطون معها في الشعبوية بل تكتفون بالعمل الصحافي الجدي، ثم عندما تقوم الحكومة بعمل جيّد تقولونها، وعندما يكون عمل غير ايجابي تقولونها أيضا، وهذا ما لاحظته كثيرا وأصفق له وهكذا يجب أن تكون الصحافة. أظن أنكم دخلتم في اتجاه التحول إلى صحيفة حداثية مع شيء من التجديد، أخبار اليوم لها مكان نقدّره رغم عدم اتفاقنا مع بعض الأشياء. من ناحية أخرى، في بعض الأحيان تدخلون في بعض المواضيع وتصفقون لها لكنكم تفقدون الحياد، وهي حالات قليلة واختفت تقريبا في الأسابيع الأخيرة، وهذا نهج مهني محترم وأنا أقرأ «أخبار اليوم» كل صباح إلى جانب «المساء» كصحف بالعربية، إلى جانب صحف باللغة الفرنسية، لكنها لابد نشريها لأنه من المؤكد أنني سأجد فيها دراسة أو معلومة جديدة. باختصار إذا طرحنا سؤال هل جريدتكم تخدم مصلحة المغرب أم تضر بها، أقول إنها تخدم لصالح المغرب وتقدم المغربي وحداثية المغرب وتوجه البلاد. جمعوي وخبير في التواصل إدريس الكراوي: تجمع بين المصلحة العليا وهموم المجتمع جريدة أخبار اليوم كما أراها وكما أقرؤها في المشهد الصحفي الوطني وحتى الدولي، هي قيمة مضافة حقيقية من حيث المعلومة والتحليل والتنوع في المصادر التي تستعملها في إنتاج المعلومة. خطها التحريري يطال مواصفات الجريدة المستقلة والموضوعية، تتميّز بالجرأة في قول بعض الحقائق وإن كانت مزعجة، وازعها هو خدمة حرية التعبير والبحث عن الحقيقة والوطنية، وخدمة المصلحة العامة من إطار تلبية انتظارات الرأي العام والفعاليات التي تتابعها. الإزعاج الايجابي الذي تحدثت عنه يساهم في تعزيز جو الحرية والتدبير الديمقراطي للحقل الإعلامي بالمغرب، وفي بعض المحطات التاريخية لبلادنا تميزت «أخبار اليوم» بمعالجة لصيقة بخدمة المصلحة العليا للوطن والبقاء منسجمة مع هموم المجتمع، وتفتح المجال لكل التيارات الفكرية، وهو ما يساهم بالتأكيد في تقوية الصرح المؤسساتي والديمقراطي للمغرب في بعده الإعلامي. أستاذ جامعي، والأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عبد الوهاب الرامي: خط تحريري واضح ومادة مهيكلة «أخبار اليوم» من التجارب الصحفية التي طبعت إيجابيا المشهد الإعلامي بالمغرب طيلة السنوات السبع الماضية. فهي من بين المنابر الصحفية التي تحترم مقومات المهنية والأخلاقيات. خطها التحريري واضح، ومادتها مهيكلة بشكل جيد، بحيث يتلمس القارئ أولوياتها الإخبارية بشكل أكثر يسرا مما عليه الحال في جرائد أخرى. وهي تضم أسماء صحفية ذات قيمة كبيرة وتجربة في مجال الصحافة اليومية. كما أن افتتاحياتها تحظى بمتابعة كبيرة من لدن المتابعين للشأن العام. وتبتعد اليومية عن الإثارة والمزايدة التي تسم، بل تصم، منابر إعلامية أخرى. أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال محمد السكتاوي: جدّدت فكرة «الخبر مقدس والتعليق حر» شكّلت هذه الجريدة قيمة مضافة في الصحافة المستقلة المغربية، حيث استطاعت في وقت قياسي أن يصبح لها وجود متجذّر في المشهد الإعلامي المغربي، لالتزامها بالمعايير المهنية، وأيضا لأخذها دائما مسافات مع المعطيات التي تنقلها، ما جعلها تكتسب الكثير من المصداقية. من جهة أخرى، هي جريدة تتسم بتناولها لكثير من القضايا، كما أن افتتاحياتها وكتاب رأيها المميزين، هو ما جعلها تحتل وضعية خاصة في الصحافة المغربية. جريدة «أخبار اليوم» تساعد على خلق رأي عام يقظ ومتتبع بوعي متبصر للقضايا المطروحة، رغم أنها في كثير من الأحيان واجهت صعوبات وتحديات، لأنه ليس كل ما يُقرأ يحظى بقبول الجميع، كما استطاعت أن تجدد فكرة الخبر مقدس والتعليق حر. المدير العام لفرع منظمة العفو الدولية بالمغرب فؤاد عبد المومني: الجريدة الأكثر جدية جريدة «أخبار اليوم» هي من الجرائد اليومية النادرة التي أحرص على الاطلاع عليها يوميا، لأنني أجدها الجريدة الأكثر جدية وتوازنا في التعاطي مع المعلومة في الساحة المغربية. هذا التوازن يثير عليها حسابات وأحقاد مرتبطة بأن القارئ المغربي نفسه لم يتعود بعد على هذا النوع من المقاربات الإعلامية، وأملي أن تتطوّر أكثر ويكون لديها حيّز أكبر للمزيد من مساءلة المعضلات التي يعرفها مجتمعنا المغربي، والتي مازال فيها كثير من الطابو والخوف، وقد آن الأوان ليسقط كل ذلك. رئيس منظمة «ترنسبرنسي المغرب» أحمد عصيد: يحسب لها حساب بين الجرائد المغربية جريدة «أخبار اليوم» استطاعت في وقت وجيز أن تتموقع بقوة في المشهد الوطني، ويحسب لها حساب بين الجرائد المغربية، سواء من حيث انتشارها وأنشطتها التي ساهمت بها في النقاش الوطني، ما جعلها من الجرائد الكبرى في المغرب. لكن ومع الأسف الشديد، الأخبار الخاصة بالأمازيغية نادرة فيها، سواء كتاب الرأي الذين لا يوجد من بينهم أي قلم من الحساسية الأمازيغية، ثم عدم مواكبة هذا الورش بدقة. مع ذلك، يجب القول إنها ليست جريدة متحاملة على الأمازيغية، وإن كانت لا تواكب ورشها بما يكفي، وأحيانا وأنا أحضر بعض المنتديات التي يشارك فيها مختلف الفرقاء من يساريين ويمينيين وغيرهم، تتم الإحالة على «أخبار اليوم» كما لو أنها تمثل التيار المحافظ، وأنا لا أعتبرها كذلك، لكن عليها أن تحافظ على استقلاليتها وتكون منبرا للجميع في إطار ترسيخ الديمقراطية. حقوقي وناشط أمازيغي فاطمة الافريقي: أنا من عشاق هذه الجريدة أنا من عشاق هذه الجريدة ليس لأنني كنت أكتب فيها عمود رأي، بل لأنها جريدة تشبع فضولي الصحفي من حيث المعلومة والتحليل والتعددية التي تنجح فيها إلى حدّ بعيد. يمكن أن اعتبر «أخبار اليوم» من نقط الضوء القليلة التي مازالت تصالحني مع الورقي في الصحافة، وأجدها جريدة مريحة وجذابة من حيث إخراجها وتبويباتها وكيفية وضع الصور. فيها مجهود فني وجمالي كبير، ويمكن أن أقول إنني مدمنة على صفحتيها الفنية والثقافية حيث أجد فيهما مجهودا وعمقا في وقت أصبحت أخبار الثقافة والفن هي أخبار الفضيحة والإشاعة وأعراض الناس. جريدة محترمة تحترم أخلاقيات المهنة وأهنئها بعيد ميلادها وبالتوفيق لجميع صحافييها والعاملين فيها. صحافية كاتبة رأي أمينة بوعياش: المطلوب منها الاتجاه أكثر نحو التحليلات يمكن أن نقول إنها أغنت الفضاء الإعلامي المغربي كصحيفة ورقية يومية، لكنها لم تتمكن من وضع نفسها في الموقع المناسب من حيث الأخبار بين المواقع الالكترونية التي تعطي المعلومة بشكل متواصل وبين الجريدة الورقية. يمكن القول إن الجريدة الورقية في الوقت الحاضر يمكن أن تنحو أكثر للتحليل والمقالات أكثر من الأخبار والتغطية الصحافية. وأعتقد أنه يمكن للجريدة أن تقوم بهذه المهمة بفعل التراكم الذي حصلت عليه خلال هذه السنوات ويمكنها أن تؤسس لهذا النمط الجديد من الصحافة في المغرب. نحن حاليا في مرحلة تتسم بالنسبة لأخبار اليوم أن تنحو إلى التحليل والتعاليق والأعمدة أكثر من الأخبار. الأمينة العامة للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان