دعا عدد من القساوسة والباحثين في علم اللاهوت في ندوة نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط، مساء اليوم الأربعاء، حول "مفهوم التعايش والتعارف في النصوص الدينية" إلى المحبة والسلام، ونبذ العنف والتطرف، والتعايش بين مختلف الأديان والطوائف. المغرب يمنع المدارس الأمريكية من ممارسة التبشير وقال مدحت صبري، عميد منطقة المغرب وجزر الكناري، الكنيسة الأنجليكانية في الدارالبيضاء "إن جميع البشر، حسب الكتاب المقدس متغربون في الأرض، ولا أحد بإمكانه أن يعيش أكثر من 130 سنة، مما يعني أن الإنسان مطالب بالعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، ولآخرته كأنه سيموت في هذه اللحظة"، داعيا إلى التشبع بثقافة الحوار والسلام بين جميع الأديان والطوائف. وأضاف صبري أنه "يجب أن نتفق أولا على أننا مختلفون، فهناك اختلاف بين أعضاء الديانة الواحدة، لكن لا يجب أن نختلف حول ذلك، بل يجب أن نبحث عما هو مشترك لتأسيس أرضية مشتركة، وعن الأشياء الجميلة عند الآخرين ونأخذ بها، وندع ما هو سلبي". وتابع القس المصري "في الاختلاف غنى، ولا يجب أن يؤدي إلى العراك، وإنما إلى الإغناء الفكري والعقلي"، مضيفا أن الله أعطانا عددا من الوصايا، ومنحنا عقلا كي نميز بين الخير والشر، لذلك دعونا نميز الخير للآخرين قبل أنفسنا". وختم المتحدث مداخلته بقوله "يجب أن نعطي الحب والسلام، لأن هذا ما دعانا إليه الرب والكتاب المقدس، لأنه مهما عشنا في هذه الحياة سنلقى يوما ربنا". من جهته، قال المطران فينست ليندن، ممثل الكنيسة الكاتوليكية في المغرب "علينا أن نصلي لبعضنا، لأننا إخوان وأخوات في الإنسانية أولا"، مضيفا أن حوار الأديان شطر أساسي للحياة البشرية، داعيا إلى البحث عن المشترك وتوسيعه بين كافة الأديان والطوائف. وأضاف المتحدث نفسه "كل نقطة مشتركة بين الأديان ينبغي أن نسعى إليها، وينبغي الاعتراف بقيمة الآخر وأن نحمي التعددية من جهتها، قالت كارين سميث رئيسة الإنجيلية، ممثلة الكنيسة البروتستانتية في المغرب إن جميع الناس مهما اختلفت دياناتهم وطوائفهم مدعوون إلى العيش في سلام مع بعضهم بعض". وأضافت القسيسة "نحن كمسيحيين نصلي من أجل أن تنزل الرحمة على الناس، وندعو إلى التعايش بين الجميع، ونحن مدعوون إلى العيش بشكل إيجابي مع الآخرين، ولا يجب أن يتغلب علينا الشر، بل يجب أن نتغلب نحن عليه". وأوضحت كارين سميث أن المسيحيين أفضل من يمكنهم التحدث عن الأقليات، لأنهم كانوا أقلية وعانوا كثيرا في بداية نشر المسيحية، التي كانت تعتنقها قلة قليلة، قبل أن تنتشر بين الناس، وبدأ المسيحيون يأخذون دورهم ومكانتهم"ّ. وتابعت المتحدثة نفسها "نحن مطالبون بأن نعيش ونحب بعضنا بعض، ونتابر في هذا السياق، ويجب أن نعيش في حب وسلام، ونرفض سياسة الهيمنة. لا يجب أن تهيمن أي طائفة، وينبغي أن يعيش الجميع في في سلام وبتواضع"، مبرزة أن كل العالم معني بهذه الأمور، وليس المسيحيون فقط، قبل أن تختم مداخلتها بقولها "يجب أن نحب جميع الناس، حتى أعداءنا، لا يجب أن ننظر إلى أي طرف كعدو، بل أن نمثل روح الرب لنعيش بسلام".