صرح الأسقف فانسون لانديل، رئيس أساقفة الرباط بالكنيسة الكاثوليكية، بأنه يرفض «تحول مغاربة من الدين الإسلامي إلى الدين المسيحي، ونتذكر طبعا طرد مجموعة من المبشرين»، مؤكدا في هذا الإطار أنه يتحدث عن موقف الكنيسة الكاثوليكية، بهذا الشأن. لكن لانديل لم يخف تبرمه من منع زواج المغربية المسلمة من المسيحي، لأن الأمر يتعلق هنا بأمور شخصية، وقال: «هذا ما ينص عليه القانون وما علينا سوى احترامه». وأضاف لانديل، في لقاء حول الحوار بين الديانات السماوية بأحد المقاهي التاريخية بالبيضاء، أن الكنيسة الكاثوليكية تشجع معتنقي الدين المسيحي من الأجانب على «ألا يكونوا منغلقين على أنفسهم، خصوصا أن الحوار يبدأ من تفاصيل الحياة اليومية والتعايش بشكل جماعي في مجتمع موحد». وبينما لاحظ لانديل أن هناك نموذجا مميزا للتسامح بين المسيحيين والمسلمين، أقر بعدم نسج علاقات تعايش بين المسيحيين و«أصدقائنا اليهود، بسبب وجود صدمة ثقافية وتعايش يتعذر رفضه دائما»، وأشار إلى أن «هناك إشكالية جديرة بالدراسة تتعلق بمصير المسيحيين الذين كانوا يعيشون على أرض المغرب قبل مجيء الإسلام»، مضيفا: «يجب أن نطرح التساؤل، أين ذهب هؤلاء؟». أما سيرج بيير ديغو، رئيس الطائفة اليهودية بالمغرب، فقد قال إنه يكره كلمة تسامح ويفضل بالمقابل مصطلح تعايش، وأكد أن «هناك بالفعل استثناء مغربيا في التعايش بين مختلف الأديان والطوائف»، وأبرز أن التعايش تضمنه إمارة المؤمنين في المغرب، «نقول أمير المؤمنين، كل المؤمنين، يعني مسلمون ومسيحيون ويهود»، مشيرا إلى أن «السلطان سيدي محمد قام بحماية اليهود لأن الدين الإسلامي يفرض عليه ذلك». من جهته، شدد عمر محسن، رئيس المجلس العلمي المحلي بأنفا، على ضرورة «الحفاظ على قيم الحوار ونبذ التعصب والحرص على توفير السلام والود والتعايش ونشدان الاستقرار للجميع»، معتبرا أن «الإسلام دين عالمي ولا تلتقي العالمية مع أي شيء يهدم أصول الحرية بين الناس». وألمح المتحدث نفسه إلى أن الإسلام ينص أيضا على «ضرورة الإيمان بكل الرسل ومن يكفر برسول عند المسلمين فيعتبر كافرا بهم جميعا»، قبل أن يتساءل: «هل سجل أن هناك أحد من المسلمين سب أحدا من الأنبياء، لكن انظروا إلى الطرف الآخر، وهذا لا ينبغي أن يكون».