يبدو أن الإعداد للانتخابات التشريعية المقبلة لن يخلو من خلاف بين مكونات الأغلبية، خصوصا بين حزبي التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية. ويتمثل الخلاف حول العتبة الانتخابية التي يتشبث حزب العدالة والتنمية بإبقائها في حدود 6 في المائة، في الوقت الذي يدعو حزب التقدم والاشتراكية إلى ضرورة اعتماد عتبة تحافظ على التعددية والتنوع وتمكن من تمثيل أكبر عدد من الأحزاب والحساسيات في البرلمان. تفاصيل لقاء مطول جمع بنكيران بقادة الأحزاب استعدادا للانتخابات في هذا الصدد، أكد سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمس الثلاثاء 16 فبراير في اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة بزعماء الأحزاب الممثلة في البرلمان على أن أي تراجع على عتبة 6 في المائة يعتبر تراجعا على مستوى الديمقراطية وسيعيد إنتاج البلقنة في المشهد الحزبي والسياسي، مما سيؤثر على تشكيل الحكومة المقبلة وانسجامها. سليمان العمراني، أكد أيضا في اتصال مع موقع "اليوم 24″ أن موقف حزب المصباح هو الرفع من العتبة لمحاربة البلقنة وضمان أغلبية منسجمة في الحكومة المقبلة، لكن على الأقل إذا لم نستطع الرفع منها فلا يجب أن نرجع للوراء وننزل عن 6 في المائة. من جهته، قال كريم التاج، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية في اتصال مع موقع "اليوم 24″ إن حزب الكتاب يدافع عن عتبة إدماجية تمكن من ضمان التعددية والتنوع في البرلمان. واعتبر كريم التاج أن عتبة 6 في المائة لا تمكن من تحقيق هذا المطلب ولا تضمن تمثيلية أغلب الأحزاب والحساسيات السياسية، مبرزا أن حزب التقدم والاشتراكية سيدافع عن تخفيض العتبة إلى حدود 3 في المائة. ويتقاطع موقف حزب التقدم والاشتراكية من العتبة مع موقف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث أكد مصدر مطلع لموقع "اليوم 24″ أن هناك اتجاها داخله نحو المطالبة بتخفيض العتبة إلى حدود 3 في المائة. من جهته، حرص رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أمس الثلاثاء، في لقائه مع زعماء الأحزاب السياسية على عدم الإدلاء بأي موقف بخصوص العتبة، مفضلا الاستماع لأراء ومقترحات الأحزاب السياسية أولا.