لا يزال ملف الإفراج عن يونس الشقوري، المعتقل المغربي الذي قضى 14 سنة في سجن غوانتانامو، يثير جدلا كبيرا، خاصة بعد تضارب الأنباء حول إخلال السلطات المغربية باتفاقها مع أمريكا، والقاضي باطلاق سراحه وعدم متابعته بأي تهمة، وهو ما نفاه وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، أكثر من مرة، مؤكدا أنه لم يتم الإخلال بأي اتفاق. صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلت عن مصادرها من داخل وزارة الخارجية، أن السلطات المغربية أعطت ضمانات للسلطات الأمريكية، بإطلاق سراح الشقوري بعد 72 ساعة من ترحيله إلى المغرب، لكن الأمر لم يتم، حيث لا يزال المعتقل داخل أسوار سجن سلا. ويبلغ يونس عبد الرحمن شقوري من العمر 46 سنة، وقضى 14 سنة داخل معتقل غوانتنامو، وكان مفترضا أن يتم ترحيله في يناير 2010، وهو الأمر الذي لم يتم. وحسب الملفات العسكرية للولايات المتحدةالأمريكية، فالشقوري أحد المقربين من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأحد مؤسسي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وبعد ترحيل الشقوري شتنبر الماضي إلى المغرب، لا يزال عبد اللطيف ناصر، داخل سجن غوانتانامو بصفته آخر مغربي، حيث تصنفه الولاياتالمتحدةالأمريكية كواحد من أخطر الأشخاص المهددين لأمنها القومي، وهو أبرز المقاتلين العرب ضمن تنظيم "القاعدة" و"طالبان" في أفغانستان. وقضى عبد اللطيف ناصر إلى حدود العام الجاري، أكثر من 13 سنة داخل أسوار السجن، وارتبط اسمه خلال الثلاث سنوات الأخيرة بيونس الشقوري، باعتبارهما آخر مغربيين ضمن معتقلي "غوانتانامو". واعتقل ناصر، حسب ما ذكرته وثيقة للمخابرات الأمريكية، في منطقة «براشينار» الباكستانية بعد أن كان قد هرب مع 84 مقاتلا عربيا آخر إلى جبال "تورابورا"، حين احتلت القوات الأمريكية معظم التراب الأفغاني. وبلغ عدد المغاربة المرحلين من معتقل غوانتانامو الأمريكي، المقام على الأراضي الكوبية 13 سجينا، أولهم عبد الله تبارك، الذي تم ترحيله إلى المغرب بتاريخ فاتح يوليوز 2003، وآخرهم يونس الشقوري.