يعتبر آخر مغربي في معتقل غوانتانامو إلى جانب ناصر عبد اللطيف بعد أن كاد يُنسى في زانزين غوانتانامو الأمريكي، عاد في نهاية الأسبوع الماضي اسم المغرب يونس الشقوري، الذي يوجد في هذا المعتقل الأمريكي منذ حوالي 12 سنة دون محاكمة. فقد ذكرت مجلة «دير شبيغل» في عددها الأخير أن الحكومة الألمانية تفاوض على إطلاق سراح الشقوري مبدية رغبتها في استقباله على أراضيها. وكشفت المجلة الألمانية، المعروفة بجديتها، أنه في ما قبل الماضي «فاوض الموفد الأمريكي الخاص المكلف بإغلاق معتقل غوانتانامو كليفورد سلوان مع ممثلين عن الحكومة لنقل السجين يونس الشقوري إلى جمهورية ألمانيا الفدرالية»، مضيفة أن سلطات ولاية «بادي فوتمبيرغ»، الموجودة في جنوب غرب ألمانيا وأشهر مدنها «شتوتغارت»، أعربت عن «موافقتها المبدئية لاستقبال هذا الرجل المولود في المغرب والذي يعيش أقارب له في هذه الولاية ويحملون الجنسية الألمانية». وأشارت المجلة إلى أن إطلاق سراح الشقوري قد يحصل خلال زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للولايات المتحدة في مطلع ماي المقبل. ويعتبر الشقوري وناصر عبد اللطيف آخر مغربيين مازالا معتقلين في غوانتانامو، وقد تم اعتقاله في منطقة «براشينار» الباكستانية بعد أن كان قد هرب مع 84 مقاتلا عربيا آخر إلى جبال «تورابورا» بعد أن احتلت القوات الأمريكية معظم التراب الأفغاني، حسب ما ذكرته وثيقة للمخابرات الأمريكية. ويضيف المصدر ذاته، أن الشقوري، الذي كان شقيقه رضوان أيضا معتقلا في غوانتانامو قبل أن تقرر السلطات الأمريكية تسليمه إلى المغرب في 2004، حاول الفرار رفقة آخرين خلال نقله إلى سجن باكستاني، ولكن تم اعتقاله من جديد في ما بعد ليتم تسليمه إلى القوات الأمريكية التي وضعته في معتقل بمدينة «قندهار» في يناير 2002، قبل أن تنقله إلى غوانتانامو في فاتح ماي من السنة ذاتها. وقد احتفظت به السلطات الأمريكية كل هذه السنوات لأنها تعتبر أنه يشكل خطرا عليها إن تم إطلاق سراحه. وتقول وزارة الدفاع الأمريكية في وثيقة سرية تم تسريبها إن الشقوري يعتبر من مؤسسي «الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة» إلى جانب محمد الكربوزي، وكان «رئيسا للجنتها العسكرية»، مضيفة أنه أشرف بهذه الصفة على عمليات هذه الجماعة في كل من «أفغانستانوسوريا وتركيا». بل خلصت تحريات وزارة الدفاع الأمريكية، حسب الوثيقة ذاتها، إلى أن الشقوري «كان من المقربين من أسامة بن لادن» زعيم القاعدة الذي تمكنت القوات الأمريكية من تصفيته في ماي 2011، وبأن هذا المغربي المزداد في أسفي سنة 1968، كان يلعب «دورا محوريا في التنسيق» بين الجماعة المقاتلة والقاعدة»، وأنه كان «يمد» تنظيم بن لادن بمقاتلين لما كان في أفغانستان. وبعد أن كان درس في جامعة شعيب الدكالي بالجديدة لمدة سنتين قرر الشقوري في سنة 1990 الالتحاق بأفغانستان، حيث كان الإسلاميون الأفغان والعرب، مدعومين من طرف الأمريكان والسعوديين خصوصا، يقاتلون القوات السوفياتية، وانخرط في البداية في عدة منظمات تعمل مبدئيا في المجال الخيري في باكستان قبل أن يقرر متابعة الدراسة في الجامعة الإسلامية ب»إسلام آباد»، عاصمة باكستان ما بين 1994 و1996، السنة التي يقول إنه انتقل إلى سوريا واليمن قبل العودة إلى أفغانستان سنة 2001، حيث سيتم اعتقاله.