أسدل المكتب الوطني الشريف للفوسفاط أخيرا بمدينة أحفير (إقليمبركان)، الستار عن قافلة الحبوب والقطاني التي جابت أقاليم المملكة على مدى شهرين. القافلة التي أطلقت بالتزامن مع الموسم الفلاحي 2013/2014 مرت بعدة مناطق منتجة للحبوب، ومعرفة أيضا بزراعة القطاني عبر التراب الوطني، وقامت القافلة بجولتها عبر اثنى عشر مرحلة بعد مرحلة سوق سبت أولاد تايمة، حطت القافلة بأقاليم الصورة، أسفي سيدي بنور، سطات، خنيفرة، الخميسات، العرائشسيدي قاسم مولاي يعقوب تازة وأخيرا بركان. القافلة وفق مدير السوق الداخلي بالمجمع هدفت إلى تعزيز الاستعمال المعقلن والرشيد للأسمدة على الصعيد الوطني لخلق زراعة مستدامة، حديثة وناجحة، وأستهدفت القافلة أكثر من 3000 فلاح صغير في المناطق المنتجة للحبوب والقطاني وذلك من اجل مساعدتهم على فهم نوعية تربتهم وتبني أنجع الوسائل للتسميد وتحسين إنتاجية ومردودية أراضيهم وذلك من خلال استعمال ملائم للأسمدة. ووفق نفس المصدر فاللقاءات مع المزارعين مكنت من كشف نوعية تربتهم عن طريق تقديم "خارطة خصوبة التربة"، وبدء لقاءات تحسيسية مع الخبراء في الميدان، حيث قام هؤلاء الخبراء بتنشيط عروض تربوية على شكل حصص تعليمية وتحسيسية حول الممارسات الزراعية الجيدة وكذا تسليط الضوء على الأسمدة والعناصر الكيميائية المغذية والتركيبات الجديدة للأسمدة التي تطورت خصيصا للسوق المحلي. في السياق ذاته كشف المدير الجهوي لوزارة الفلاحة أن المخطط الفلاحي الجهوي للجهة الشرقية "من أهم المخططات الجهوية على الصعيد الوطني"، حيث بلغ عدد المشاريع المبرمجة في أفق 2020، وفق نفس المتحدث 77 مشروعا، منها 41 للدعامة الأولى و 19 للدعامة الثانية و17 برنامج ومشاريع أفقية، بقيمة استثمارية تناهز 11 مليار درهم، أي بوتيرة مليار درهم سنويا. يمكن اعتبار حصيلة المخطط الفلاحي بالجهة حسب نفس المتحدث "ايجابية"، بالنظر للنتائج التي تم تحقيقها لحد الآن، على الرغم من بعض العراقيل الظرفية التي تم تجاوزها. ويتم حاليا انجاز 41 مشروع منه 15 مشروعا للدعامة الأولى بقيمة استثمارية إجمالية تناهز 3 مليار درهم و 26 مشروع للدعامة الثانية باستثمار إجمالي يفوق مليار درهم، إضافة إلى برامج أفقية لمواكبة هذه المشاريع. ومن اجل مواكبة فعلية ومتواصلة للفلاحين والمنتجين والمستثمرين بالقطاع االفلاحي، قامت وزارة الفلاحة والصيد البحري بإحداث قطب البحث والتنمية ومراقبة الجودة بالقطب الفلاحي الصناعي لبركان والذي يمتد على مساحة 6,8 هكتار والذي كلف انجازه مبلغ 145 مليون درهم. ويتوفر قطب البحث والتنمية ومراقبة الجودة على 3 مختبرات بمعدات جد حديثة منها وفق المصدر ذاته، مختبر المعهد الوطني للبحث الزراعي الذي يقوم بإجراء تحاليل التربة والنباتات والمياه معتمدا على أحدث تقنيات التحاليل المخبرية، التي هي مدعمة من طرف الدولة بنسبة 50 في المائة من تكاليف التحاليل، التي تمكن الفلاحين من معرفة نوعية التربة التي يتوفرون عليها في ضيعاتهم وإمكانية تحسينها عن طريق عقلنة عمليات السميد، "من أجل الرفع من المردودية وجودة المنتوجات الفلاحية". الجهة الشرقية تتميز بتنوع المزروعات من بينها زراعة الحبوب التي تغطي مساحة تناهز 400.000 هكتار منها أكثر من 10.000 هكتار بدوائر الري الكبرى، والباقي أي ما يناهز 79 في المائة من المساحة مزروعة بالمناطق البورية وتسجل بها معدلات تتراوح ما بين 8 و10 قنطار في الهكتار، أما بالمناطق المسقية فيصل معدل المردودية السنوي إلى نسبة 35 قنطار في الهكتار وقد يصل إلى معدل 60 قنطار في الهكتار بالنسبة للضيعات التي تعتمد على التقنيات الحديثة والمعقلنة للزراعة.