في حدث غير مسبوق يعكس ما بلغه الذكاء الاصطناعي من نبوغ ومن قدرات خارقة، تغلب نظام معلوماتي طوره باحثون بريطانيون تابعون لشركة "غوغل" على بطل لعبة "غو" الصينية، وهي لعبة استراتيجية نشأت في الصين منذ أكثر من الفي عام مضى، وعلى الرغم من أن نظامها الأساسي بسيط نسبيا إلا أنها عميقة وتحتاج إلى تفكير وتركيز عميقين. ورغم أن الآلات ضاهت الإنسان في غالبية اللعب التي كانت تعبر عن تفوق الذكاء البشري، فقد ظل أبطال اللعبة الصينية يتفوقون على الحواسيب والأنظمة المعلوماتية. وكان خبراء الذكاء الاصطناعي من خارج غوغل يعتقدون أن تغلب الذكاء الاصطناعي على البشر في هذه اللعبة لن يتم قبل عشر سنوات على الأقل من الآن قبل أن تفاجئ شركة "غوغل" الجميع باختراع لاعب افتراضي يتفوق على الإنسان. وفي شهر أكتوبر من عام 2015 نظم غوغل عبر مشروع وبرنامج "ديب مايند" -الذي اشتراه غوغل في 2014 – نزالا بين الآلة والإنسان في مقر الشركة بلندن. فاز اللاعب الافتراضي "ألفا غو" الذي طوّره البرنامج على بطل اللعبة في أوروبا الصيني فان هوي، خمس مرات، بحضور محرر من صحيفة "نايتشور" وحكم عن الاتحاد البريطاني للعبة "غو". وفي ملف خاص عن الموضوع، أوضحت صحيفة "نايتشور" أن برنامج "ديب مايند" يستعمل، من بين أمور عدة، تكنولوجيا ذكاء اصطناعي متقدمة تسمى ب"التعليم العميق". ومن خلال مجموعة هائلة من حركات أمهر اللاعبين -حيث يضع لاعبان بالتناوب الحجارة السوداء والبيضاء على التقاطعات الشاغرة -، تصل إلى 30 مليون حركة درّب المطورون البرنامج على لعب "غو" بنفسه. ونظريا، تضيف الصحيفة، أن يلعب البرنامج اللعبة مرات عديدة يمكن فقط أن يجعله فقط في نفس مستوى مهارة الإنسان لا أن يتغلب عليه. لذا ذهب المطورون خطوة أبعد ليصير البرنامج المعلوماتي قادرا على هزم الإنسان، بجعله يلعب ضد نفسه ما سمح بإنتاج مجموعة جديدة من الحركات يمكن تخزينها فيما بعد في ذاكرة اللاعب الافتراضي ‘ألفا غو' ليضاهي أبطال اللعبة. ويقول ديميس هاسابيس، المشرف على مشروع "ديب مايند"، إن "ما جرى فتح كبير في مستقبل التكنولوجيا. رغم أن خدمات مثل محرك البحث غوغل وشبكة فايسبوك ومايكروسوفت تستعمل تكنولوجيا التعليم العميق للتعرف على الصور والأصوات وفهم اللغات الطبيعية إلا أن تقنيات "ديب مايند" التي تؤلف بين التعليم العميق وتكنولوجيا تسمى التعليم المعمق أو المعزز تفتح بابا غير مسبوق لمستقبل يمكن للآلات فيه أن تتعلم كيف تقوم بمهام مادية وتتفاعل مع بيئتها". وبعد أن هزم اللاعب الافتراضي الذي طوّره خبراء "غوغل" و"ديب مايند" بطل اللعبة الحقيقي خلف الأبواب المغلقة في تجربة بمقر الشركة، يأمل هاسابيس وفريقه أن يتفوق البرنامج على أحد اللاعبين الكبار في منافسة مفتوحة. ومن المنتظر أن يلاقي "ألفاغو" البطل لي سيدول الفائز بأكبر عدد من الألقاب الدولية في لعبة "غو" والذي يسميه هاسابيس "روجر فيدرير اللعبة".