بعد أقل من أسبوعين عن فضيحة إهمال عناصر الوقاية المدنية لجثة خمسيني في حريق شب بمنزل بحي شعبي بمكناس، والتي تحقق فيها وزارة الداخلية والإدارة العامة للوقاية المدنية، عادت نفس الصورة لتطفو على السطح، عقب اندلاع حريق، مساء يوم أول أمس السبت، بمنزل بالحي الحسني بمقاطعة المرينيين بفاس، قضت فيه سيدة يزيد عمرها عن 60 سنة، بحيث تحولت إلى جثة متفحمة. وقد حمّل سكان الحي، الذين تجمهروا أمام بيت الضحية، المسؤولية لرجال المطافئ، والذين تأخروا في الوصول إلى مكان الحادث وإنقاذ المسنة، التي عجزت من الفرار من لهيب النيران التي أتت على شقتها، فيما بادر شبان الحي إلى إخماد النيران بإمكانياتهم البسيطة، بعد أن نجحوا في جلب المياه من الجيران، لكنهم فوجئوا بجثة العجوز متفحمة. وانتشرت صور جثة العجوز المتفحمة على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تظهر العجوز جالسة على أريكة لحظة اندلاع النيران ببيتها، لعدم تمكنها، على ما يبدو، من التحرك خارج شقتها التي توجد في الطابق العلوي للبناية. ومنع المحتجون الغاضبون عناصر الوقاية المدنية من دخول المنزل المحترق، لحظة وصولهم متأخرين إلى مكان الحادث، وطالبوا في شعارات رفعوها بفتح تحقيق معهم وتحميلهم مسؤولية التقصير في نجدة العجوز، والتي نقلت جثتها إلى مستشفى الغساني لإخضاعها للتشريح الطبي، فيما ربطت التحريات الأولية أسباب الحريق بتماس كهربائي نتج عنه اندلاع النيران في مواد سريعة الاشتعال كانت العجوز الهالكة تحتفظ بها في بيتها. هذا ويتحفّظ "اليوم 24″ عن نشر الصور لفظاعتها.