لقي أربعة أفراد من أسرة واحدة حتفهم في حريق مهول، حوالي الساعة الواحدة بعد زوال يوم الأربعاء 23 فبراير الجاري، اندلعت شرارته بالمنزل الذي يقطنونه بحي "إعبسلامن" ببراقة الكبرى بالناظور. وفاجأت ألسنة النيران الأسرة المتكونة من سيدة حامل وأطفالها الثلاثة، الذين لم يستطيعوا الخروج من البيت الذي حاصرته النيران وأغرقته الأدخنة المتصاعدة منها في سحب كثيفة سوداء ففارقوا الحياة اختناقا وسقطوا على إثرها جثثا دون حراك، قبل أن تلتهمهم النيران إلا طفلة صغيرة تمكن من إخراجها سكان الحي في حالة حرجة ثم لفظت أنفاسها الأخيرة بعد ذلك متأثرة بحروقها العميقة. وتطوع الجيران في غياب عناصر الوقاية المدنية لإنقاذ الأسرة باقتحام المنزل المشتعل لهيبا بوسائل بسيطة، وذلك بإحداث ثقب بجدران المنزل وتمكنوا بعد مجهودات جبارة ومجازفة بحياتهم من إخراج الجثث المتفحمة دون أن ينجحوا في الوصول إليهم أحياء. وخلف الحادث المؤلم والمأساوي استياء وتذمرا عميقين وآثارا بليغة في نفوس الساكنة والمواطنين الذين عاينوا هول المصيبة، بعد أن تأخرت عناصر الوقاية المدنية أكثر من ساعة ونصف الساعة، حسب بعض الشهادات، وصبّ المواطنون جام غضبهم على سيارات الوقاية المدنية والأمن الوطني بتكسير زجاج نوافذها الأمامية والخلفية بعد محاصرتها. وانتقل إلى عين المكان أفراد من قوات التدخل السريع وعناصر الشرطة القضائية التي فتحت بحثا في الحادث المؤلم لتحديد أسباب اندلاع الحريق التي تبقى أسبابه مجهولة لحدّ الساعة، وإن كان البعض يعزوها إلى تواجد قنينات بنزين بجوار البيت المحترق. كما حلّ بعين المكان عامل إقليمالناظور لمعاينة الحادث واستفسار الساكنة عن أسباب غضبها، وتعهد بتشكيل لجنة من أجل فتح تحقيق في هذه الفاجعة المؤلمة ومحاسبة المقصرين من المسؤولين في واجباتهم.