وجه فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش شكايات إلى وزير العدل والحريات، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني، والوكيل العام للملك باستئنافية مراكش، طالب فيها بفتح تحقيق في ما اعتبره "احتجازا قسريا لمجموعة من الأساتذة المتدربين بمركز ابن رشد لمهن التربية والتكوين بمراكش". وأوضحت الجمعية، في شكايتها، بأن "مدير المركز قام، بتاريخ الاثنين 18 يناير الجاري، بإغلاق باب المركز منذ الساعة الرابعة بعد الزوال، وعند انتهاء حصص التكوين الخاصة بالإدارة التربوية، وجد الأساتذة أنفسهم محتجزين داخل المركز إلى حدود الساعة السابعة و40 دقيقة، بعدما تدخلت السلطات المحلية وأمرته بفتح باب المركز لخروج الأساتذة". ولفتت الجمعية إلى أن "مدير المركز سبق له، خلال الموسم الماضي، أن قام بتعنيف أستاذة متدربة وأستاذة باحثة مُكونة بالمركز، كما حرم أستاذين من متابعة تكوينهما في السنة الثانية حول التأهيل لاجتياز مباراة التبريز، قبل أن تصدر المحكمة الإدارية بمراكش حكما قضى بإلغاء قرار مدير المركز". وطالبت الشكاية ب"ترتيب الجزاءات القانونية في شأن واقعة الاحتجاز القسري"، ودعت الجهات المختصة إلى التدخل لصيانة كرامة المستفيدين من التكوين في مجال الإدارة، والأساتذة المكونين الذين حاول المدير توظيفهم في قضية الأساتذة المتدربين". وكانت مصادر متطابقة أكدت ل"اليوم 24″ بأن المدير قام بإغلاق أبواب المركز، عصر الاثنين الأخير، منعا للأساتذة المتدربين من الاعتصام داخل المركز، حيث ظل هناك مجموعة من الأساتذة محتجزين إلى حدود الساعة السابعة مساءً، كما لم تتمكن الأطر الإدارية العاملة بالمركز بدورها من مغادرة مقر عملها حتى حدود الساعة الثامنة مساءً، حين قرّر الأساتذة المتدربون المحتجون الاكتفاء بتنظيم اعتصامهم والمبيت أمام مقر المركز، تعاطفا مع الأساتذة والمكونين والإداريين المحتجزين داخله، وبعد تدخل السلطات لدى المدير من أجل فتح أبواب المركز. وقامت القوّات الأمنية، دقائق قليلة بعد منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء، بفك اعتصام لحوالي 100 من الأساتذة المتدربين المحتجين أمام مقر المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بشارع "المزدلفة" بمدينة مراكش، استجابة للدعوة إلى التظاهر وتصعيد الاحتجاجات، التي أطلقتها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين في المغرب، للمطالبة بإسقاط المرسومين الوزاريين القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف، وتخفيض قيمة المنحة الدراسية، والتنديد بتعنيف الأساتذة المتدربين، خلال تظاهرات "الخميس الأسود"، والتي قالوا إنها أسفرت عن إصابة أكثر من 80 أستاذا بجروح وكسور متفاوتة الخطورة، في مدن إنزكان والدار البيضاءومراكش، بينما لم تصدر أية أرقام رسمية عن حصيلة هذا التدخل الأمني.