في استمرار لمسلسل شد الحبل بين الأساتذة المتدربين والحكومة، اقتحمت السلطات المحلية والأمنية، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فرع العرفان الرباط، إثر التصعيد الذي قرر الأساتذة المتدربون خوضه بالمؤسسة، والمتمثل في اعتصام مفتوح انطلق صباح نفس اليوم متبوعا بمبيت ليلي بشكل سلمي داخل الفضاء. قرار الاعتصام صدر عن التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، في ظل استمرار الاحتجاجات على المرسومين، ما جعل إدارة المركز تراسل النيابة العامة والسلطات المحلية والأمنية. حيث انتشرت عناصر الأمن بجميع مرافق المركز بتنسيق مع مديره، الذي طالب المحتجين بفض الاعتصام وهددهم بتدخل رجال الأمن. الأمر الذي قابله هؤلاء بالرفض لتتدخل قوات الأمن التي طارد عناصرها الأساتذة المعتصمين بداخل المركز الجهوي، وحاصروهم بداخل جناح السكن الداخلي، ثم استمر تطويق رجال الأمن للسكن الداخلي مدة في انتظار الأوامر، قبل أن ينسحبوا تحت هتافات واستهجان قاطني السكن الداخلي وشعارات من قبيل (يا المخزن قل حياك اضرب اللي قراك). في هذا السياق، اعتبر الأساتذة المتدربون التدخل قمعا صريحا لمطالبهم المشروعة، وانتهاكا لحرمة المركز، وحرمة سكنهم الداخلي الذي يضم شرائح طلابية متعددة، من كليات الطب والهندسة الذين شاهدوا مطاردة عناصر الأمن للأساتذة المتدربين بطريقة هوليودية، ومحاصرتهم لمقر سكنهم بالمركز، حيث أغلق باب مركز السكن الداخلي في وجه قاطنيه بأمر من الإدارة، مما جعل بعض الأساتذة المتدربين يبحثون عن مكان آخر للمبيت. وأضافت مصادر من التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، ل"العلم"، أنه في إطار ردهم على هذا الاقتحام، من المقرر أن يدخل الأساتذة المتدربون في إضراب مفتوح عن الطعام، بمواكبة مع مواصلة اعتصامهم بالمركز لمدة أسبوع، كما قررت التنسيقية، تنظيم مسيرة وطنية يشارك فيها جميع الأساتذة المتدربين بالمغرب للمطالبة بإلغاء المرسومين "المشؤومين". وعلى صعيد متصل، اجتمعت إطارات سياسية ونقابية وحقوقية وجمعوية، بدعوة من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوم السبت المنصرم بطنجة، لإعلان تأسيس تنسيقية محلية للتضامن مع الأساتذة المتدربين. وأعلنت في بلاغ تلقت "العلم" نسخة منه، عن جملة من الإجراءات منها تنظيم وقفة تضامنية الأربعاء المقبل بطنجة، والإعداد لتأسيس جبهة محلية للدفاع عن المدرسة العمومية، والتأكيد على الدعم المادي والقانوني للأساتذة.