المهدي الزايداوي على بعد أيام قليلة من الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس المصري محمد حسني مبارك، يستعد النظام المصري، بكل حذر، لهذه الذكرى، التي يعتبرها كثيرون فرصة مواتية للاحتجاج على أوضاع البلاد، التي تعاني اقتصاديا بشكل كبير، وأمنيا من الإرهاب الذي يضرب بقوة بمنطقة سيناء، عبر جماعة بيت المقدس التابعة لتنظيم "داعش". ويحشد النظام المصري بقوة الأصوات الإعلامية الموالية بشكل كبير لسياسات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث تختلف الخروجات الإعلامية في برامج "التوك شو" بين الوعد بالاستقرار والرخاء في قادم السنوات، وذلك عبر الاستفادة من المشاريع التي قام أو ينوي السيسي القيام بها من أجل إنقاذ البلاد من وضعيتها الاقتصادية الصعبة، أو الوعيد بالتصدي و"الضرب بالجزمة" في حال فكر معارضو النظام في الخروج للاحتجاج أو رغبوا في إحياء الثورة في الشوارع. وفي هذا السياق، قام الأزهر الشريف، أهم المؤسسات الدينية في مصر، بتوحيد خطبة الجمعة تحت عنوان "مصر بلد الأمن والأمان" وقال وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، أن جهات معادية لمصر تريد نشر الفوضى، الأمر الذي يرفضه الأزهر ومشايخه باعتبار أن الإسلام جاء من أجل البناء لا هدم الأوطان، فيما اعتبر الشيخ عباس شومان، وكيل الأزهر، أن الاحتفال بثورة 25 يناير سابق لأوانه، لأن مصر لم تتخلص بعد من كابوس الإرهاب. خطاب الكنيسة الأرثوذوكسية صب في نفس الاتجاه، حيث قال البابا تواضروس الثاني أن الله حفظ مصر بأن بعث لها السيسي ليمنحها الاستقرار ويعيد العلاقات الجيدة بين المسلمين والأقباط. من جهته، حذر ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية الداعمة للسيسي والمشاركة في الاستحقاق البرلماني المصري الأخير، أتباعه من الانصياع لهذه الدعوات الهدامة، على حد تعبيره، معتبرا أن الوضع سيكون أخطر إذا ما تم تحدي النظام، متمسكا في نفس الوقت "بحرمة" التظاهر . ونشر عد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تغريداتهم عبر وسم #أنا_شاركت_في_ثورة_ يناير من أجل إحياء الذكرى، فيما رد معارضون للثورة بوسم آخر يمجد نفس التاريخ عيدا للشرطة المصرية فقط لا غير. كما تعيش تونس، أول بلدان الربيع العربي، على وقع هذه الذكرى بشكل ساخن أكثر، حيث خرج المئات من أجل الاحتجاج على السياسات الاقتصادية للحكومة، وينتظر الجميع في تونس قطف ثمار المسار الديمقراطي للبلاد خمس سنوات بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.