قال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق الخيام، إن عدد الخلايا الإرهابية المرتبطة بتنظيم "داعش"، التي نجح المغرب في تفكيكها منذ انطلاق الأزمة السورية، يبلغ ما مجموعه 29 خلية ارهابية، وإن عدد أعضائها يبلغ 200 شخص، كلهم، حسب الخيام، كانوا يحملون مشاريع تخريبية مرتبطة ب"أجندة أبي بكر البغدادي". وأوضح الخيام، في استجواب نشرته اليوم صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن مجموع الخلايا الإرهابية المرتبطة ببؤر التوتر الدولية، منذ 2002، بلغ حوالي خمسين خلية من أصل 150 فككها المغرب في هذه الفترة. وفيما ترتبط 29 خلية بالمنطقة العراقية السورية، ترتبط النسبة المتبقية (21 خلية) بكل من المنطقة الباكستانية الأفغانية، ومنطقة الساحل والصحراء. وشدّد المسؤول الأمني ذاته على مميزات المقاربة المغربية في هذا المجال، والتي قال إنها تتسم بالاستباقية. وفي الوقت الذي تواجه أوربا تهديدات متنامية جراء ضعف التنسيق وعدم إخضاع المقاتلين العائدين من سوريا للمراقبة الكافية، قال الخيام إن المغرب يعتبر ال1500 شخص الذين التحقوا بمعسكرات التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، جميعا إرهابيين يعمل على البحث عنهم واعتقالهم فور عودتهم. وذكّر الخيام بالتعديلات القانونية التي أقدم عليها المغرب في الفترة الأخيرة، والتي رفعت العقوبات السجنية إلى ما بين خمس وعشرة سنوات، موضحا للصحيفة الفرنسية أن الاستراتيجية الأمنية للمغرب ضمنت عدم تعرضه لأي عمليات ارهابية، باستثناء عملية "أركانة" عام 2011، والتي وصف منفذها ب"الذئب المنفرد". وردا على سؤال حول العدد الكبير للجهاديين المغاربة، قال المتحدث ذاته إن "الارهاب لا جنسية ولا حدود له، بل هو عدونا جميعا"، واعتبر أن السؤال الذي ينبغي الإجابة عنه هو: "كيف يتطرّف شخص يدير حانة في مولنبيك ويتاجر في المخدرات، بين عشية وضحاها، ويقتل في باريس؟ هل الأمر يرتبط فقط بالصراع السوري؟ لابد من التفكير في أسباب هذا التطرف".