تصوير: رزقو بعد الدور المحوري الذي لعبته الأجهزة الأمنية المغربية في الأحداث الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، وبعد الإشادة بها من قبل الصحف العالمية، أصبحت بعض وسائل الإعلام في إيطاليا تؤكد على ضرورة الاقتراب أكثر من المغرب، للاستفادة من تقاريره، لأنه أصبح يلعب دورا مركزيا في معركة الإرهاب التي تؤرق البلد، وكل دول الاتحاد الأوربي. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "ليبيرو كوتيديانو"، المقربة من اليمين الإيطالي ومن حزب "إلى الأمام إيطاليا" المعارض، والذي يقوده رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، أن على إيطاليا أن تنتبه إلى أن المغرب يملك قاعدة بيانات كبيرة حول الإرهابيين، وحول طريقة تحركهم، والسبل الجديدة التي يلجأون إليها لدخول الاتحاد الأوربي. المنبر الإيطالي وصف المغرب بأنه يملك استخبارات تشكل "أنجع سلاح ضد داعش، وكل التنظيمات الإرهابية" في منطقة البحر الأبيض المتوسط في الوقت الراهن، وقد ربطت ذلك بكثرة عدد المغاربة الذين جندهم "تنظيم الدولة"، مما قد يسهل عملية اختراقه بناء على معلومات مستقاة من عناصر "تابَت" وعادت للبلد. وكانت الاستخبارات المغربية سباقة إلى تنبيه نظيرتها في إيطاليا بأن إرهابيين يندسون في صفة لاجئين هاربين من الحرب، مع أنهم ليسو كذلك في واقع الأمر، إذ يقومون بانتحال هويات مزورة. وتقوم شبكات بتزوير جوازات السفر السورية، وتمنح هويات أشخاص سوريين قُتلوا في الحرب لأشخاص أحياء ينحدرون من دول مختلفة، ويقومون بالسفر بها إلى أوربا، وبحكم الأوضاع في البلد فإن الحيلة تنطلي بسهولة على الأمن الإيطالي، لأن الجوازات مزورة بطريقة احترافية كبيرة، وتعبر عن هويات حقيقية، وحتى إن قامت الشرطة الإيطالية بمراقبة معلومات الجواز، بتنسيق مع السلطات السورية، فإنها تتلقى جوابا بأن المعلومات صحيحة. يذكر أن جوازات السفر السورية متوفرة في السوق بأثمنة لا تتعدى ألفي أورو، ويمكن للمهاجر السري اقتناءها حتى داخل إيطاليا. وكان من نتائج التنبيه المغربي أن أوقفت السلطات الإيطالية مؤخرا شخصين كانا يحاولان الدخول بنفس الطريقة إلى التراب الإيطالي، وذلك بمطار "أوريو أل سيريو " بمدينة بيرغامو، شمال البلد، كما عثرت في ذاكرة هاتفيهما على فيديوهات تؤكد أنهما كانا في معسكرات تنظيم "داعش" في سوريا. من جهة أخرى، توصلت الأجهزة الاستخباراتية الإيطالية من نظيرتها المغربية بمعلومات تفيد بأن الإرهابيين غيروا وجهتم وأصبحوا يمرون عبر كوسوفو، حيث يتمركز أشخاص ينظمون رحلات لمتطرفين إسلاميين يتخفّون في هيئة لاجئين هاربين من الحرب لكي يدخلوا إلى أوربا في انتظار أن يحين الوقت لضربها. واعتبرت جريدة "ليبيرو كوتيديانو" أن العلاقات التاريخية بين المغرب والاتحاد الأوربي، والتي تنبني على المبادلات الاقتصادية والتعاون في المجال الأمني وغيره من المجالات، أصبحت "مهددة" بسبب الحكم الذي أصدرته المحكمة الأوربية في العاشر من دجنبر الماضي، والذي يقضي ببطلان إتفاقية التبادل الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوربي بسبب قضية الصحراء. كما نبهت وسيلة الإعلام الإيطالية إلى أن بعض السياسيين الإيطاليين يعتبرون من أشد المدافعين عن جبهة البوليساريو داخل أروقة البرلمان الأوربي، ومن بين هؤلاء سياسيون من حزب "اليسار، الإيكولوجيا والحرية SEL"، ومن الحزب الديمقراطي، قائد الإئتلاف الحكومي، مشددة على أن هذا الأمر لا يخدم مصلحة الشعب الإيطالي، إذ يجب على "اللوبي" الإيطالي ممارسة ضغطه لصالح المغرب وليس ضده، "لأن إيطاليا، في هذا الوقت بالتحديد، في أشد الحاجة إلى المعلومات ثمينة توفرها الاستخبارات المغربية".