كشفت دراسة جديدة رصدت أداء المقاولات المغربية أن 5783 شركة أعلنت إفلاسها السنة الماضية، بسبب الصعوبات التي تواجهها، ما يمثل زيادة بواقع 15 في المائة عن سنة 2014. وبررت الأمر بغياب فرص في سياق نمو غير مشجع، تزيده قتامة توقعات السنة الحالية التي تشير إلى أداء ضعيف للاقتصاد الوطني، مضيفة أنه خلال الفصل الأخير من السنة الماضية فقط، التحقت 1649 مقاولة بركب المقاولات المفلسة. وحسب الدراسة التي نشرت تفاصيلها مؤسسة «أنفور يسك» المتخصصة في المعلومات الاقتصادية، فإن المقاولات المفلسة تتركز في قطاعات البناء والأشغال العمومية، والعقار والتجارة، فضلا عن أن 99 في المائة منها هي مقاولات متوسطة وصغيرة، كما سجلت المؤسسة أنه خلال سنة 2015 كانت المقاولات المتوسطة أكثر تضررا، إذ ارتفع عدد المقاولات المفلسة بنسبة 15 نقطة، في حين تراجع عدد المقاولات الصغرى بواقع 10 نقاط. فضلا عن ذلك، ترى المؤسسة أن من بين الأسباب التي عجلت بإعلان هذا الكم الكبير من المقاولات إفلاسها، هي سوء التدبير الذي يميز أداء هذه الشركات التي تصنف في جزئها الأكبر ضمن المقاولات الصغرى والمتوسطة، لكن هذا لا ينفي، أيضا، تأثير طول آجال الأداء ما يزيد من صعوبات المقاولة، خاصة المقاولة صغيرة الحجم، علما أن معدل أجل الأداء يصل إلى 279 يوما بالنسبة إلى مقاولات الصغرى، وإلى 144 يوما بالنسبة إلى المقاولات المتوسطة. أرقام «أنفو ريسك» تشير إلى أن المنحى التصاعدي لإفلاس المقاولات بدأ قبل 5 سنوات، إذ بلغ عددها في 2010 ما مجموعه 2760 مقاولة، وارتفع سنة 2011 إلى 3080 مقاولة، ثم إلى 3709 مقاولة، قبل أن يقفز سنة 2014 إلى 5010 مقاولة، وتضيف أنه لا يوجد أمل أمام المقاولات المعنية لتصحيح أوضاعها والعودة إلى الاشتغال، والحال أن جميع الملفات التي تصل إلى المحاكم تنتهي بالتصفية النهائية. وتقول المؤسسة إن صعوبات المقاولات الصغرى والمتوسطة ترتبط بشكل واضح بالصعوبات التي تواجهها مقاولات كبرى، كما هو الحال بالنسبة إلى مصفاة «سامير» المتوقفة عن الاشتغال منذ شهر غشت من السنة الماضية، أو الصعوبات التي تعرفها عدد من المجموعات المتخصصة في العقار كما هو حال شركة «أليانس» التي ترتبط بمشاريعها عشرات المقاولات الصغرى، التي شرع عدد منها، فعليا في وضع طلبات للتصفية القضائية لدى المحاكم المختصة. ومقابل هذا الكم الكبير من المقاولات التي تلجأ إلى مسطرة التصفية القضائية، تقول «أنفو ريسك» توجد أعداد كبيرة من المقاولات التي يفضل مسيروها وضع مقاولاتهم تحت المجهر في انتظار بوادر انتعاشة في أدائها، ويبلغ عدد هذه المقاولات أزيد من 120 ألف مقاولة.