لم تكن تعلم ليلى العلوي أن عشاء في أحد فنادق العاصمة البوركينابية واغادوغو، المعروف بإيوائه لموظفي الأممالمتحدة وأجانب، ستكون نهايته دموية كادت يودي بحياتها، كما حصل مع 23 آخرين. ليلى العلوي، المصورة الفوتوغرافية، التي أصيبت بطلقين ناريين، أحدهما على مستوى ساقها، والثاني في ذراعها، كانت تتواجد في العاصمة البوركينابية لارتباطاتها المهنية مع منظمة العفو الدولية أمنستي، وقد أدخلت على الفور لإجراء عملية جراحية لإنقاذ حياتها. الفوتوغرافية ليلى العلوي هي من مواليد باريس سنة 1982، لكنها نشأت في المغرب، وتلقت تكوينا في السينما والعلوم الاجتماعية بنيويورك، كما حصلت على شهادة عليا في علوم التصوير الفوتوغرافي، حيث تشتغل، خصوصا على كل من تيمة البورتريه والهجرة. وكانت ليلى العلوي قد لفتت الأنظار قبل سنة تقريبا، حين جمعها عمل مع النجم البرازيلي نيمار داسيلفا، في اطار برنامج إسباني، كمغربية تلتقط صورا فوتوغرافية لمهاجم برشلونة الاسباني. ولطالما كانت ليلى تعبر عن تشبثها بمغربيتها في مختلف حواراتها قائلة: "نشأت في المغرب كفرنسية مغربية – ولكن كان يُنظر إلي دائما كفرنسية في المغرب ومغربية في فرنسا، على الرغم أنني أعتبر نفسي مغربية، لم يكن عندي حاجة قوية للانتماء"، وأضافت: "من خلال عملي كفنانة مُرتحلة، ومن خلال اهتمامي بمواضيع التنوع ومسألة الهوية الثقافية، أحس أني مرتبطة بقوة بهوية البحر الأبيض المتوسط. أقضي وقتي بين المغرب ولبنان وفرنسا، وأشعر حقا أن هذه البلدان الثلاثة هي وطني". ليلى تعد من الفوتوغرافيات المتخصّصات في الهويّات الثقافيّة وموضوع الهجرة واللجوء، سبق أن اشتغلت عددا من الصور الفوتوغرافية بمثابة صور حية، في اطار عدد من المعارض، من بينها "المغاربة"، الذي يسعى لإظهار التنوّع الإثني والثقافي المغربي، وآخر سمّته "40" يعرض أربعين صورة فوتوغرافية لثلة من الفنانين المغاربة في مجالات إبداعية متعددة كالفن التشكيلي والنحت والسينما والمسرح. يذكر أن ليلى بجروح في الهجوم الذي نفذه مسلحون أمس الجمعة وسط العاصمة البوركينابية، لكن حياتها ليست في خطر، حسب ما علم لدى سفارة المغرب بوغادوغو. وأوضح المصدر ذاته أن المواطنة ليلى العلوي، التي كانت توجد بمقهى/مطعم لحظة الهجوم، أصيبت بعيارين على مستوى الذراع والساق. وأضاف أنه تم نقل العلوي إلى مصحة بالعاصمة، حيث خضعت لتدخل جراحي، مبرزا أنها غادرت قاعة الإنعاش صباح اليوم السبت.