أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أنها طلبت تحقيقا داخليا لتحديد ظروف وفاة المصورة الفرنسية-المغربية ليلى علوي، في اعتداء واغادوغو، العاصمة البوركينابية، بعدما أصيبت بجروح في الهجوم ثم توفيت متاثرة باصابتها. وردا على سؤال حول المساعدة التي قدمتها فرنسا لهذه المصورة، قال الناطق باسم الخارجية رومان نادال إنه "رغم العناية التي قدمت لها، تفاقم وضعها الصحي إلى حد كبير فيما كان يجري ترتيب عملية نقلها" إلى الخارج، مؤكدا أن "فرق الأطباء والمعالجين النفسيين تواكب العائلة في هذه المأساة"، في وقت وجه فيه أقرباء المصورة انتقادات لبطء تحرك فرنسا. وارتباطا بالموضوع، كشفت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن الملك محمد السادس سيتكلف بنقل جثمان المغربية ليلى العلوي، كما كرم الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، روحها. وجاء في بيان للاليزي أن رئيس الدولة "ينحني أمام ذاكرتها ويقدم تعازيه لأسرتها"، مذكرا بأن ليلى العلوي المصورة المعروفة كانت تنجز ربورتاجا لفائدة منظمة العفو الدولية (أمنيستي أنترناسيونال) ببوركينا فاصو . وتوفيت ليلى العلوي، التيأاصيبت بجروح في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مساء الجمعة الماضي العاصمة البوركينابية، مساء أمس الاثنين بحسب سفارة المغرب بواغادوغو. وأضاف المصدر نفسه أن ليلى العلوي المزدادة سنة 1982، توفيت في مصحة بالعاصمة واغادوغو بعد سكتة قلبية. وخلف الهجوم الارهابي الذي استهدف فندقا ومطعما بالعاصمة البوركينابية، 29 قتيلا وخمسين جريحا. الفوتوغرافية ليلى العلوي هي من مواليد باريس سنة 1982، لكنها نشأت في المغرب، وتلقت تكوينا في السينما والعلوم الاجتماعية بنيويورك، كما حصلت على شهادة عليا في علوم التصوير الفوتوغرافي، حيث تشتغل، خصوصا على كل من تيمة البورتريه والهجرة. وكانت ليلى العلوي قد لفتت الأنظار قبل سنة تقريبا، حين جمعها عمل مع النجم البرازيلي نيمار داسيلفا، في اطار برنامج إسباني، كمغربية تلتقط صورا فوتوغرافية لمهاجم برشلونة الاسباني. ولطالما كانت ليلى تعبر عن تشبثها بمغربيتها في مختلف حواراتها قائلة: "نشأت في المغرب كفرنسية مغربية – ولكن كان يُنظر إلي دائما كفرنسية في المغرب ومغربية في فرنسا، على الرغم أنني أعتبر نفسي مغربية، لم يكن عندي حاجة قوية للانتماء"، وأضافت: "من خلال عملي كفنانة مُرتحلة، ومن خلال اهتمامي بمواضيع التنوع ومسألة الهوية الثقافية، أحس أني مرتبطة بقوة بهوية البحر الأبيض المتوسط. أقضي وقتي بين المغرب ولبنان وفرنسا، وأشعر حقا أن هذه البلدان الثلاثة هي وطني". ليلى تعد من الفوتوغرافيات المتخصّصات في الهويّات الثقافيّة وموضوع الهجرة واللجوء، سبق أن اشتغلت عددا من الصور الفوتوغرافية بمثابة صور حية، في اطار عدد من المعارض، من بينها "المغاربة"، الذي يسعى لإظهار التنوّع الإثني والثقافي المغربي، وآخر سمّته "40" يعرض أربعين صورة فوتوغرافية لثلة من الفنانين المغاربة في مجالات إبداعية متعددة كالفن التشكيلي والنحت والسينما والمسرح. يذكر أن ليلى بجروح في الهجوم الذي نفذه مسلحونالجمعة وسط العاصمة البوركينابية.