يبدو أن سفاح القنيطرة دانيال كالفان لن يقضي أكثر من 5 سنوات في السجون الإسبانية لأن القوانين هناك لا تسمح ببقاء سجين يتجاوز سنه 70 سنة قيد الاعتقال رغم أن المحكمة الوطنية الإسبانية قضت بإتمام مغتصب الأطفال دانيال كالفان لباقي عقوبته المقدرة ب28 عاما سجنا، داخل السجون الإسبانية، فإن البيدوفيل الإسباني الجنسية، العراقي الأصل، لن يقضي بسجنه سوى خمس سنوات ريثما يتم السبعين عاما من عمره، حيث لا يسمح القانون الإسباني ببقاء سجين يتجاوز عمره 70 عاما داخل السجن. وقال المحامي محمد زيان، في تصريح ل» اليوم24»، «لا يمكن لكالفان أن يتجاوز خمس سنوات سجنا، فالقانون الإسباني لا يجيز الإبقاء على من تجاوز سنه 70 عاما داخل السجن، هذا جزء من القواعد الأساسية في القانون الإسباني والتي لا يمكن تجاوزها، ولو بتعديل القانون، صحيح أن تدبير ملف السجين سيقع على الطرف المغربي، أي أنه لا يمكن تغيير أي إجراء دون الرجوع إلى المغرب، لكن، يمكن للإسبان اللجوء إلى العقوبات البديلة، وهو افتراض قوي». وقال المحامي محمد المسعودي في اتصال ب»اليوم24، «إن قضاء المغتصب كالفان لباقي عقوبته داخل السجون الاسبانية وعلى الأراضي الإسبانية، تمنحه إمكانية استفادته من إجراءات القانون الجنائي الإسباني، ولا يمكن للمغرب فيما بعد تطبيق قوانينه على ما يخرج عن ترابه». وكان دفاع كالفان الممثل في محاميه «ألفونسو مازا»، قد تعهد بتتبع الملف، وفتح جبهة أخرى وهي أن القضاء الإسباني لم يكن يحق له اعتقاله بُعيدَ وصوله إلى إسبانيا قادما من المغرب، لأن كالفان دخل إلى إسبانيا في بداية غشت الماضي، وهو في حالة سراح وغير متابع، وأضاف محامي البيدوفيل، «أن الأمن الإسباني ألقى القبض على موكلي، في الوقت الذي لم تكن السلطات المغربية قد سحبت العفو الملكي عنه بعد، وهو خرق شكلي للإجرءات وانتهاك لحقوق موكلي». وقد اعتاد القانون الإسباني الإفراج عن المعتقلين عندما يتجاوزون 70 سنة، كما لا يمكن لأي إسباني أن يقضي في السجن أكثر من عشرين سنة، كما هو الحال بالنسبة إلى أعضاء منظمة «إيتا» الباسكية، الذين تم الإفراج عنهم مطلع نونبر الجاري، رغم أنهم ارتكبوا عشرات العمليات المسلحة التي خلفت قتلى وجرحى، لمجرد إتمامهم مدة عشرين سنة سجنا. واعتبر يونس أوحالو، الباحث في القانون الدولي الخاص، أن النقاش حول قضاء كالفان لعقوبته كاملة في السجون الإسبانية، يعود إلى مسطرة تنازع القوانين بين البلدين من جهة، حيث يطرح سؤال هل ستطبق على السجين القوانين المغربية أم القوانين الإسبانية، مادام سيقضي عقوبته على أراض إسبانية، ومن جهة أخرى، يأتي ممّا تنص عليه النظم القانونية بإسبانيا في حالة اعتقال المسنين، إذ من المنتظر أن يتم الإفراج عن دانيال كالفان الذي يبلغ حاليا 65 سنة، خلال سنوات قليلة جدا بسبب تقدمه في السن. هذا، وينص القانون الإسباني على أن الجناة الذين بلغوا سن 70 عاما، أو اجتمعت خلال انقضاء مدة عقوبتهم 20 عاما، وقضوا ثلاثة أرباع منها أو ثلثي المدة، يحصلون على الإفراج المشروط. وكان محامي كالفان ألفونسو مازا قد دفع ضمن مستندات الدفاع، ملفا بالحالة الصحية للمغتصب، يفيد أنه يمر من أزمة صحية شديدة. وهو ما أكده في اتصال ب»أخبار اليوم» المحامي جلال الطاهر، الذي أشار إلى أن إمكانيات مراجعة عقوبة كالفان تبقى مفتوحة، خصوصا إذا ساءت صحته، كما أن القضاء الإسباني يمكنه إدخال تعديلات على تدابير تنفيذ العقوبة، رغم أنه لا يملك الحق في المساس بالعقوبة في جوهرها.