يوم واحد يفصلنا عن توديع سنة 2015 بأفراحها وأتراحها، عام رحل ورحلت معه العديد من الشخصيات التي تركت بصمة مؤثرة في مختلف المجالات، سواء كانت سياسية أو رياضية أو ثقافية أو فنية. زليخة نصري: كانت زليخة، أول امرأة تعين في تاريخ المغرب مستشارة للملك، وآخر من يرحل إلى دار البقاء من المشاهير خلال هذا العام، وتحديدا يوم 16 من دجنبر، إثر جلطة دماغية بالمستشفى العسكري بالرباط، الذي نقلت إليه قبل أيام قليلة بعد أن تدهورت أوضاعها الصحية. وكانت الراحلة ابنة مدينة وجدة، توصف في الدائرة الضيقة للقرار الملكي بأنها "سيدة المهام الصعبة"، و"سيدة ثقة الملك"، والمرأة التي تحظى باحترام واسع. كما أن الجميع يؤكد أنها كانت تربطها علاقة ود وثقة بالملك محمد السادس، خاصة وأن معرفته بها لا تعود إلى سنوات حكمه، فقد عرفها وعرفته وهو ولي للعهد. عبد الهادي التازي: عبد الهادي التازي، السياسي ومؤرخ المملكة، انتقل إلى عفو الله في أبريل الماضي في الرباط، عن سن تناهز 94 سنة. وكان التازي قد تبوأ عددا من المناصب من بينها، عمله سفير لمجموعة من الدول العربية، له نشاط كثير في التأليف والكتابة، كما اشتغل أيضا مديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط، وساهم في تأسيس اتحاد كتاب المغرب وأكاديمية المملكة المغربية. العربي المساري: ودّع المغاربة الكاتب ووزير الإعلام الأسبق محمد العربي المساري، يوم 25 من يوليوز الماضي، في الرباط عن عمر ناهز 79 عاما، بعد معاناة مريرة مع المرض. وبدأ المساري حياته كصحافي ثم مديرا بجريدة العلم، ليصبح بعد ذلك من أهم قادة حزب الاستقلال حيث كان نائبا برلمانيا لسنوات، ويتم تعيينه كسفير في البرازيل لست سنين، وينهي مسيرته كوزير للاتصال في حكومة التناوب. فاطمة المرنيسي: رحلت الباحثة السوسيولوجية فاطمة المرنيسي عن الوجود في الثلاثين من نونبر الماضي، عن سن يناهز 75، وأغنت من خلال كتبها "الحريم السياسي"، و"الجنس كهندسة اجتماعية"، و"هل أنتم محصنون ضد الحريم"؟، و"الجنس والأيديولوجيا والإسلام"، المكتبة الوطنية والعالمية، وشكلت مرجعا أساسيا ونصيرا للحركة النسائية المغربية والعربية. خديجة المالكي: توفيت خديجة المالكي، أرملة الشيخ عبد السلام ياسين، يوم 26 مارس، عن سن يُناهز الثلاثة وستين سنة، وشهدت الجنازة إنزالا أمنيا وصف بالمكثف بسبب خلاف بين السلطة والجماعة بخُصوص مكان الدفن. وانتصرت جماعة العدل والإحسان أخيرا لوصية "الفقيرة" بدفنها قرب زوجها عبد السلام ياسين، تنفيذا لوصيتها، بعدما كانت السلطات قد رفضت ذلك. عبد الله شقرون: هو مخترع مغربي تطواني، باغتته سكتة قلبة أودت بحياته يوم الجمعة 6 نونبر الماضي، وكان المخترع الوحيد الذي وضع إسمه ضمن قائمة المبتكرين في العالم، وقدّم 37 اختراعا علميا لمحركات مختلفة،إذ يُوصف بأنه أصغر مخترع عربي ومسلم معترف به دوليا. فاطمة بنمزيان: في 14 من ماي الماضي وفي مقبرة الشهداء، وري جثمان فاطمة بنمزيان، زوجة الممثل محمد حسن الجندي، التي تعرّف عليها المغاربة على خشبة المسرح في البداية، قبل أن تدخل بيوتهم عبر صوتها في مسلسلات الإذاعة الوطنية، وتظهر بعدها عبر شاشة التلفزة المغربية. وكانت الراحلة تعاني من مرض عضال ألزمها فراش المستشفى أكثر من تلاثة أشهر، وحظيت بمتابعة خاصة من الملك محمد السادس. أحمد أمنتاك: انتقل الى عفو الله صبيحة الرابع والعشرين من دجنبر الماضي، أحمد أمنتاك أحد عمالقة فن الروايس بالمغرب، عن عمر يناهز 88سنة، بعد معاناة مع مرض عضال. وكان الراحل واحدا من الذين أسسوا مدرسة فن الروايس، وسطع اسمه منذ خمسينيات القرن الماضي، كما جاب بفنه عدة دول أوربية، وأغنى ريبرطوار الاغنية الامازيغية بتحف فنية ستبقى خالدة، كقصيدة "بوسالم " و" بو الشهوة " و "إميك ايكا الزين" وغيرها، واعتبره النقاد أول فنان يسجل اسطوانة بتقنية "الديسكوفون"، التي ظهرت في أواخر الستينيات بالديار الفرنسية. محمد بوزوبع: في مطلع العام الجاري، وتحديدا يوم 21 من يناير الماضي، توفي الحاج محمد بوزوبع رائد فن الملحون، عن سن يناهز 76 سنة، بجلطة دماغية بإحدى مستشفيات المدينة. وساهم الفنان بوزوبع في إغناء الريبرتوار الموسيقي لإذاعة فاس من خلال أزيد من 170 أغنية وقصيدة كان لها دور في صيانة فن الملحون والمحافظة على هذا الموروث الفني الأصيل . مصطفى منافع: لم يكن يعلم منافع، عضو مجموعة تكادة، أن وقائع مباراة الوداد الرياضي واتحاد طنجة كانت آخر ما ستشاهده عيناه في هذه الدنيا، قبل أن يخطفه الموت بشكل مفاجئ في إحدى مقاهي البيضاء. ومساء يوم 21 من شهر نونبر الماضي، ومباشرة بعد تسجيل فارس البوغاز هدف التعادل في الدقائق الأخيرة لقمة الجولة الثامنة من البطولة الوطنية، تعرض لأزمة قلبية مفاجئة عجلت بوفاته، رغم الجهود التي بذلت لإنقاذ حياته. لبنى فسيكي: مع بداية شهر نونبر، وتحديدا في صبيحة الثالث منه، توفيت الفنانة الشابة لبنى فاسيكي، بعد معاناة مع نوبة ربو حادة دامت لأسابيع، وأدخلتها في غيبوبة كاملة، حيث كانت ترقد بالمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش. وتعتبر الممثلة لبنى فسيكي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وعضو في فرقة مسرح محمد الخامس بقيادة محمد الجم، كما شاركت في عدة أعمال مسرحية وسينمائية وطنية. محمد بوشناق: تسبب فشل عملية جراحية دقيقة على مستوى القلب، في وفاة الفنان محمد بوشناق في وقت متأخر من ليلة الثامن والعشرين من شتنبر الماضي، بعد إصابته بنوبة قلبية مفاجأة ببيته بمدينة وجدة. وقضى الراحل خمسة ايام في قسم الانعاش، قبل ان يفارق الحياة. مصطفى المسناوي: توفي صباح يوم 17 من نونبر بالقاهرة، الباحث والناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي عن عمر يناهز 62 عاما، وذلك عقب أزمة قلبية طارئة ألمت به. الراحل الذي كان متواجدا بمصر للمشاركة في الدورة 37 لمهرجان القاهرة السينمائي، صدر له عمل قصصي هو "طارق الذي لم يفتح الأندلس"، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت في 1976، وترجمتان هما "المنهجية في علم اجتماع الأدب" للوسيان غولدمان، و"سوسيولوجيا الغزل العربي: الشعر العذري نموذجا" للطاهر لبيب. محمود غينيا: رحل لمعلم غينيا، أحد رموز فن تاكناويت، إلى دار البقاء، في الثاني من غشت بمدينة الصويرة، بعد صراع مع المرض. ووُري جثمان الراحل الثرى بمدينة الصويرة في موكب جنائزي كبير، حضره مستشار صاحب الجلالة أندري أزولاي وعامل إقليمالصويرة وممثلو السلطات المجلية والعديد من أصدقاء الراحل ومن الفنانين. ومثّل "محمود غينيا" المغرب في عدد من المحافل الدولية، كما وقف إلى جانب كبار الموسيقيين من أمثال "كارلوس سانتانا" و"آدم رودولف " و"ويل كتهوم " و"ايساكا سوو"، وترك إرثا سيبقى خالدا في ذاكرة فن تاكناويت.