بحرقة الأم المكلومة، تحدثت فاطمة حدفي، والدة بلال حدفي، أحد منفذي الهجمات الإرهابية التي هزت باريس نونبر الماضي مخلفة أزيد من 130 قتيلا وعشرات الجرحى، تحدثت عن ابنها البالغ من العمر 20 سنة، المغربي المزداد في بلجيكا والحامل للجنسية الفرنسية، وعن رغبتها وصراعها مع السلطات الفرنسية للحصول على جثته لدفنه في بلده المغرب. وقالت الأم في برنامج على التلفزة البلجيكية-المغاربية "مغرب تيفي"، إنها رتبت الأمور مع قنصلية المغرب في فرنسا، والسلطات الفرنسية والبنوك ومع الجهات المختصة لنقل جثمان ابنها للصلاة عليه ودفنه "إلا أن لا شيء يتحرك والأمور ثابتة في مكانها"، مسترسلة أنها حصلت يوم الجمعة الماضي على رخصة لرؤية جثته، لكنها توصلت في آخر لحظة بتأجيل. وعن تفاصيل سفر ابنها إلى سوريا قبل 9 أشهر، حكت فاطمة أنه أخبر العائلة أنه سيسافر إلى المغرب لقضاء العطلة "ظل على امتداد سفره يكذب ويخبرني أن الجو جميل في طنجة وأن أموره على خير، لم أحس في أي لحظة أنه يكذب أو أنه يخطط للالتحاق بصفوف المقاتلين"، تسرد الأم بكلمات متقطعة، قبل أن تلتقط أنفاسها من شدة البكاء وتردف "بعد أيام قليلة، اتصل بشقيقه وأخبره بالخبر الصاعقة.. لقد وصل أرض الشام"، الخبر نزل على رؤوس أفراد العائلة كالمصيبة، وانهار الجميع وبدؤوا في البكاء، لكن سرعان ما استجمعوا قواهم بعد أن أخبرهم أنه في حال استمروا في الحزن لن تصلهم أخباره بعد اليوم. وفي الوقت الذي تداولت فيه عدد من المصادر الاعلامية الفرنسية أن بلال ينتمي لصفوف المقاتلين في مايسمى تتظيم الدولة الاسلامية أو ما يعرف ب"داعش"، رفضت الأم تسمية التنظيم، مؤكدة أنها لا تعلم لأي جماعة كان ينتمي ابنها، قبل أن تنهال بالسب والشتم ضد مجهول، قالت إنه المسؤول عن نقل ابنها الى صفوف الجهاديين في سوريا. وحسب ما جاء على لسان الأم دائما، كانت طفولة ابنها "صعبة، تعرض لأزيد من سنتين لمضايقات من قبل أستاذه داخل المؤسسة التعليمية في بلجيكا.. كان يحاول أن يعيش حياة عادية ويحب الحياة وكان دائم البحث عن عمل. لا زلت تحت هول الصدمة.. كيف استطاع أن يخفي هذا التغيير الجذري، رغم أنني قريبة منه جدا"، مشددة أنه لا يمكن التنبؤ بتطرف الأبناء "اتهموني بعد الاعتداءات الارهابية بكوني قليلة الاهتمام.. لكن الأمر غير صحيح، أنا قريبة من أبنائي بدرجة كبيرة، لكنه استطاع خداعي". وحكت الام تفاصيل مداهمة عناصر الأمن لمنزلها في بلجيكا، عقب احباط العملية الارهابية ب"فيرفي" بداية السنة الجارية، "وضعوا مسدس على رأسي، وتم رميي على الأرض، واعتقلوا ابني البكر، وحجزوا جوازات سفر العائلة.. كنا متهمين بدون أن نعرف التهم الموجهة الينا". اليوم، كل ما تطمح له فاطمة حدفي، هو الحصول على جثة ابنها، ونقله من باريس إلى المغرب لدفنه. وكما أشرنا في خبر سابق، السلطات الأمنية الفرنسية تعيش حالة من "الحيرة" لعدم حسمها في مكان دفن منفذي الهجمات، مع ترجيح دفنهم في أماكن سرية، أو إرسال جثتهم إلى عائلاتهم لدفنها في مسقط رؤوسهم. وقتل سبعة جهاديين في 13 نونبر الماضي، ثلاثة قرب "ستاد دو فرانس" شمال باريس، من بينهم بلال حدفي ورجلان قدما إلى فرنسا بجوازي سفر سوريين ولم تعرف هويتهما بعد، وثلاثة في مسرح باتاكلان، عمر اسماعيل مصطفاوي وسامي عميمور وثالث لم تعرف هويته، وإبراهيم عبد السلام الذي فجر نفسه في حانة بباريس، إلى جانب ثلاثة آخرون في مداهمة الشرطة لشقة في سان دوني شمال باريس في 18 نونبر وهم عبد الحميد أباعوض وحسناء آيت بلحسن ورجل ثالث لم تعرف هويته.