بعد حوالي ثلاثة أسابيع على اعتداءات باريس الإرهابية، التي أودت بحياة 130 شخصا، من بينهم المهندس المغربي محمد أمين بنمبارك، الذي دفن في مسقط رأسه في العاصمة الرباط، لم يتم بعد دفن منفذي الهجمات الذين فجروا أنفسهم في مناطق مختلفة من أحياء عاصمة الأنوار أوقفوا برصاص الأمن. وذكرت مصادر إعلامية فرنسية أن السلطات الأمنية الفرنسية تعيش حالة من "الحيرة" لعدم حسمها في مكان دفن منفذي الهجمات، مع ترجيح دفنهم في أماكن سرية، أو إرسال جثتهم إلى عائلاتهم لدفنها في مساقط رؤوسهم. وقال فرنسوا ميشو نيرارد، المدير العام لخدمة الجنائز في باريس، إن القانون يمنح العديد من الاختيارات، "في حال طالبت العائلات بجثث أبنائها، فإن لها الحق في دفنهم في مكان إقامتهم، أو مكان وفاتهم، أو مكان مسقط رأسهم"، يوضح فرونسوا حسب ما نقل موقع "l'express" الفرنسي، مضيفا أنه يمكن دفنهم في قبر دون اسم، "وذلك في مصلحة الجميع"، خاصة وأن السلطات الفرنسية تشك في أن يصبح مكان دفن الإرهابيين "محجا" لحاملي نفس الفكر المتطرف. ويتعلق الأمر بكل من بلال حدفي، الذي فجر نفسه أمام ملعب فرنسا رفقة شخصيين اثنين لم يتحد تحديد هويتهما، إلى جانب عمر اسماعيل وعمر أميمور، وثالث لم يتم تحديد هويته، قاموا بتفجير أنفسهم في مسرح باتاكلان، وأخيرا ابراهيم عبد السلام، شقيق المبحوث عنه رقم واحد في أوروبا، والذي قام بتفجير نفسه أمام مطعم باريسي. وإلى جانب الانتحاريين السبعة الذين فجروا نفسهم، لا يزال مكان دفن حسناء أيت بولحسن، ابنة عم عبد الحميد أباعوض، المتهم بكونه العقل المدبر للأحداث الإرهابية، والشخص الثالث المجهول أيضاً، والذين قتلوا جميعا في مداهمة سان دوني، غامضا. فيما ذكر المصدر نفسه أنه تقرر "استثناء" دفن أباعوض وبلال وإبراهيم عبد السلام في إحدى مقابر باريس، التي تتوفر على جزء خاص بالمسلمين، وذلك لأنهم يحملون الجنسية الفرنسية. وكشفت ناتالي كالو، محامية عمر أباعوض، والد عبد الحميد أباعوض، العقل المدبر للهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا، أن موكلها "لا يرغب في تسلم جثمان ابنه". وقالت المحامية، حسب ما نقل "اليوم 24″ في خبر سابق، إن موكلها "يتأسف" لأنه لم يتم اعتقال ابنه وهو "حي يرزق"، مشددة أن والد المتهم بالاعتداءات الإرهابية كان يرغم0ب في "الحديث معه واستفساره حول الأسباب الحقيقية التي دفعته لارتكاب هذه المجزرة". وطلب عمر أباعوض من محاميته،ج التدخل لدى السلطات الفرنسية لمعرفة أخبار ابنه يونس أباعوض، البالغ من العمر 15 سنة، والذي ألحقه شقيقه عبد الحميد بصفوف المقاتلين في تنظيم الدولة السنة الماضية، ليصبح أصغر مقاتل في صفوف "داعش".