على أنغام الفرق الموسيقية التراثية المختلفة، ووسط أهازيج السلاويين، كانت مدينة سلا، بعد عصر اليوم الأربعاء، على موعد مع حفلها السنوي "موكب الشموع"، الذي اعتاد السلاويون تنظيمه كل سنة احتفاء بذكرى المولد النبوي . وبالقرب من ضريح مولاي عبد الله بن حسون، انطلق موكب الشموع الذي يتفرد السلاويون بتنظيمه احتفاءً بذكرى مولد خاتم المرسلين، صلى الله عليه وسلم، وسط جموع غفيرة من مختلف الفئات العمرية الذين حجوا لمتابعة الموكب، الذي يقدمه الشرفاء الحسونيون بزي مغربي أصيل، ويحملون الشموع احتفاءً بمولد المصطفى. وشارك في الموكب فرقة نحاسية نسائية أدت عروضا موسيقية، وتبعتها سيارات مزينة بالنخيل والورود، كما حملت صور الملك محمد السادس، والملك الراحل الحسن الثاني، وقبة الصخرة ومسجد الحسن الثاني. وعلى طول الموكب استعرضت فرق عيساوة وكناوة وحمادشة وصحراوة والخيالة وفرق موسيقية تراثية أخرى ألوانها الموسيقية وأزيائها التقليدية، التي أضفت طابعا احتفاليا وفلكلوريا على المكان، لا يتكرر إلا مرة واحدة في السنة. ورفع المشاركون صور الملك محمد السادس، كما رفعوا ألواحا تشكيلية كتبت عليها آيات قرآنية، وعبارات أخرى من قبيل "عاش الملك"، وولي العهد والصحراء مغربية، وبركة محمد، وغيرها من العبارات الوطنية والدينية. ولم يتخلف الأطفال عن المشاركة في الحفل أيضا، حيث ارتدوا لباسهم التقليدي، ورفع بعضهم ألواحا كتبت عليها آيات قرآنية، فيما ارتدت الطفلات أزياء تقليدية وتقدمن صفوف المشاركين في الاحتفاء. وطوال مسار الموكب اضطر رجال الأمن للتدخل أكثر من مرة لتنظيم المرور، والحفاظ على السير العادي للمسيرة الاحتفالية، قبل أن يتمكن الموكب من الوصول إلى المنصة الرسمية بساحة الشهداء بباب بوحاجة، حيث حضر عامل الإقليم ومصطفى المعتصم، عمدة سلا، ورؤساء مقاطعات المدينة، وشخصيات أخرى، قبل أن يعود الموكب إلى ضريح مولاي عبد الله بنحسون وسط أهازيج الفرق الموسيقية وزغاريد السلاويات، اللائي تجمهرن على طول الموكب، فيما فضلت أخريات التقاط الصور وتوثيق الحدث من أعلى أسطح المنازل.