لايزال موضوع المهن، التي سبق للاعبي كرة القدم أن مارسوها قبل احتراف الكرة، يكشف المزيد من التفاصيل، التي تعكس، بجلاء، الوضعية التي كانوا يعيشونها قبل احترافهم المستديرة، التي أصبحت حاليا مصدر رزقهم بعد معاناة الطفولة. ويعكس مراد حديود، اللاعب السابق للمنتخب الوطني، والفتح الرباطي، هذا الواقع من خلال تأكيده في حديثه مع "اليوم 24" بقلب مفتوح، أنه زاول العديد من المهن في فترة الصغر، على غرار ما قام به الحداوي، وبيضوضان، ونور الدين الكرش، ليغطي مصاريفه واحتياجاته اليومية. وقال حديود إنه اشتغل في كل شيء، وتابع "بعت الديطاي والميكة كحلة فسوق السبت بتمارة، والطون والحرور، والهندية.. العمل عبادة، والاعتماد على النفس لتغطية المصاريف من شيم الرجال، وهذا جزء من حياتي لا يمكنني، بأي شكل من الأشكال، اخفاءه لأنه كان محفزا لي للتمرد على وضعي وتحسين مستواي". وشدد حديود على أنه كان يمارس كرة القدم ب "الرحبة" وأضاف: "كنا كنلعبوا فالرحبة، تيران صغير بالقرب من السوق، والغريب أننا كنا كندوشوا فالكرنة مع الدم.. مكانش عندنا العقل". وقال حديود إنه اشتغل في الإنعاش الوطني حينما كان لاعبا بفريق اتحاد تمارة، وأضاف "كنت كنشد 4407 ريال كل أسبوعين، بالإضافة إلى 5 لترات من الزيت و"خنشة ديال الزرع"، وأول راتب شهري مع اتحاد تمارة كان 500 درهم". واستهل حديود مساره الرياضي رفقة فريق تمارة، ثم انتقل إلى الفتح الرياضي، الذي حقق معه الصعود إلى القسم الأول ومنه إلى الاتحاد السعودي رفقة أحمد البهجة، ثم ليتيكس وسيسكا صوفيا البلغاريين، وأوسبورغ الألماني. وشارك حديود في نهائيات كأس إفريقيا 2004 بتونس مع المنتخب الوطني، وكذا اقصائيات كأسي العالم وإفريقيا، ودوري الحسن الثاني، وفاز رفقة الاتحاد السعودي بكأس الملك، ولقب الدوري، وكأسي الخليج وأسيا، وشارك في 30 مباراة لحساب مسابقتي كأس ودوري أبطال أوربا، واختير كأفضل لاعب في الدوري البلغاري، وثلاث مرات كأفضل محترف، و9 مرات كلاعب الشهر.