لا يخلو المسار الكروي للرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص من طرائف ونوادر تتحول مع مرور الزمن إلى ذكريات جميلة تنفض غبار التقادم وتجعل الماضي دائم اللقاء بالحاضر لرسم معالم البهجة والزيادة في منسوب السعادة بضخ جرعات إضافية من المرح. «المساء» تغوص في ملفات الماضي الجميل للرياضيين وتنبش في ذاكرة مسارهم الرياضي لتسلط الضوء على طرائف أرخت لفترة من فترات التألق وتحولت اليوم إلى نكتة وذلك بعيدا عن الانجازات والأرقام الشخصية. الطرائف التي عاشها، ويعيشها، الرياضيون لا تخضع لمنطق معين ولا تتحكم فيها ضوابط خاصة ذلك أنها تتعدى في كثير من الأحيان الجانب الرياضي ويتداخل فيها ما هو سياسي وديني، كما حدث مع الدولي السابق مراد حديود بإسرائيل حينما كان لاعبا لفريق ليتيكس لوفيتش البلغاري. يقول حديود وهو يعيد ترتيب ما وقع خلال يوم من أيام سنة 2004 قائلا» لقد دخل فريقي البلغاري في معسكر إعدادي بإسرائيل وكانت الحافلة متوجهة إلى حائط المبكى وطلبت من المسؤولين التعريج أولا على مسجد القدس حتى يتسنى لي الصلاة به غير أنه عوض أن يتجه السائق يمينا توجه جهة اليسار فتقدمت صوبه وقلت له سندخل مسجد القدس أولا فقال لي إنه سيكون الآن مغلقا». حديود شدد في حديثه مع «المساء» على كون خطاب السائق أغضبه فكان رده» مساجد المسلمين لا تغلق والحافلة لن تتحرك صوب حائط المبكى حتى أصلي أولا في القدس وأحكمت بعدها القبضة على المقود وشددت مطالبتي له بالتوجه صوب الوجهة المطلوب فقال لي» سأتصل ب «الشاف الكبير» في دلالة على الرئيس فأجبته غاضبا «أنا هو الشاف لكبير وغادي نمشيو القدس ولا نقلب الكار». وتابع سرد فصول ما وقع قائلا» تحدث مع الرئيس وأخبره بما وقع فكان رده هو القيام بما طلبت بحكم علاقتي القوية به والاحترام الكبير المتبادل بيننا، لقد كان الإحساس رائعا وهو الشيء ذاته بالنسبة لزملائي البلغاريين، الذين أخبروني أنهم أحسوا بشيء غريب ورائع في الوقت ذاته لدى توجههم غلى مسجد القدس وتناسلت بعدها الأسئلة، ولله الحمد وقعت خلال ذلك الموسم على حضور جيد، لم أكن لأفوت الفرصة لقد كان الحل الوحيد هو الصلاة بالقدس لأنه أمر ربما قد لا أدركه لاحقا». وأضاف» لقد كانت تربطني بالرئيس علاقة مميزة ولا أدل على ذلك من تخصيصه لي طائرة خاصة قدمت فيها إلى المغرب لقضاء عيد الأضحى مع العائلة، كما أنني حصلت بفضله على الجنسية البلغارية في مدة ثلاثة أيام». لإسرائيل حكاية خاصة مع حديود، يرويها قائلا» بعد واقعة حائط المبكى ومسجد القدس حدث لي موقف آخر بعدما توصلت بعرض احترافي من فريق مكابي حايفا الإسرائيلي وأنا ببلغاريا وقد كانت قيمته مليار و200 مليون سنتيم غير أنني رفضت الخوض فيه جملة وتفصيلا». وأضاف قائلا» بعد توصلي بالعرض الإسرائيلي هاتفت والدي وأخبرته أنني توصلت بعرض قيمته مليار و200 مليون سنتيم فدعى لي بالتوفيق خصوصا أنني كنت في بداية المشوار غير أنني لما قاطعته وأخبرته أن العرض من فريق إسرائيلي أجابني قائلا» أعرف جيدا الجواب الذي ستقدم» وأغلق سماعة الهاتف». وتابع» لم أناقش بنود العقد بعدما تم تقديم العديد من الامتيازات بينها التوصل بقيمة الصفقة نقدا ومبلغ 73 مليون سنتيم كراتب شهري، لقد أغلقت الهاتف في وجه الجميع ورفضت الخوض في الموضوع». استهل حديود مساره الرياضي رفقة فريق اتحاد تمارة ومنه إلى الفتح الرباطي واتحاد جدة السعودي الذي فاز رفقته بثلاثية بينها كأس أسيا، ولعب لفريق ليتيكس لوفيتش البلغاري إلى جانب صديقه عبد الكريم قيسي ومنه انتقل إلى سيسكا صوفيا ثم أوسبورغ الألماني، كما شارك مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا 2004 بتونس رفقة الزاكي، ويعتبر من أكثر اللاعبين المغاربة مشاركة في دوري عصبة الأبطال الأوروبية.