الأخبار القادمة من كواليس اجتماعات الأمانة العامة الأخيرة لحزب العدالة والتنمية تقول إن قيادة الحزب مشغولة بموضوع الموتمر القادم للحزب بين داعٍ للتأجيل لأن سنة 2016 ستكون سنة انتخابية، وبين المتشبث بعقد الموتمر في موعده، لأن موعد الانتخابات في المغرب غير معروف على وجه الدقة. خلف هذا النقاش المسطري هناك نقاش أعمق سياسي بالدرجة الأولى، ذلك أن تأجيل موعد الموتمر إلى ما بعد الموتمر معناه أن الحزب يوافق على استمرار بنكيران على رأس الحكومة المقبلة لولاية ثانية في حالة حصوله على المرتبة الأولى في انتخابات 2016، في حين أن الداعين إلى عقد الموتمر قبل إجراء الانتخابات التشريعية القادمة يدافعون عن فكرة تقاعد بنكيران السياسي لأن قانون الحزب لا يسمح له بأكثر من ولايتين. بين الرأيين هناك من يدافع على عقد الموتمر قبل الانتخابات التشريعية وتغيير القانون الداخلي للحزب للسماح لبنكيران بولاية ثالثة وولاية ثانية للحكومة تحت شعار: "لا تغير حصانا يفوز". قيادي في حزب المصباح قال ل"اليوم 24″ إن "بنكيران له رصيد شعبي مهم والقانون الداخلي للحزب يجب أن يتكيف مع هذا المعطى الجديد، ثم إن من حق بنكيران أن يرى فواكه إصلاحاته الصعبة في ولاية ثانية، ثم إنه يعتبر آلة دعائية وانتخابية قوية، وهو جزء من رهان وصول الحزب الى المرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة". هذا الرأي قد لا يروق لبعض قادة "البي جي دي" الذين ينتظرون دورهم في لتسلم المشعل، مثل سعد الدين العثماني، الذي صرح مؤخراً في استجواب مع يومية "المساء" قائلا: "لا يمكن اختصار حزب العدالة والتنمية في شخص أي كان.. الحزب لن يكون يوما مشخصنا لسبب بسيط هو أنه يتميز بالاختلاف وتنوع الاآراء وكثرة القيادات"، وهذه التصريحات قد يأولها البعض في اتجاه التعبير عن سباق مبكّر حول قيادة الحزب.