كشفت نتائج دراسة ميدانية انجزت، مؤخرا، معطيات خطيرة حول علاقة الشباب، خاصة منه المهمش والمنحدر من أوساط متواضعة، بكل من الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني. الدراسة التي أشرفت عليها الأستاذة الجامعية سلوى الزرهوني، وتم تقديمها مساء اليوم في ندوة لمعهد الرباط للدراسات الاجتماعية، قالت إن الشباب الذي شملته الدراسة عبّر عن نفور كبير من الحياة الحزبية والمشاركة في الانتخابات، حيث تصرّ غالبيتهم على موقف المقاطعة وعدم الجدوى من التصويت. فئة قليلة من مجموعات الشباب الذين أجريت معهم الدراسة، قالت إنها صوتت لصالح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، "لكنهم انتقدوا بشدة ما آلت إليه تحالفات هذا الحزب، حيث اعتبروا أنه تحالف مع أحزاب تجسد الفساد بالنسبة إليهم"، تقول الزرهوني. الدراسة التي أجريت عبر تقنية المجموعات (focus-group)، أبانت حسب سلوى الزرهوني عن ميل كبير للشباب نحو أنماط المشاركة غير النظامية، من قبيل الإطارات الشبيهة بحركة 20 فبراير والفضاءات الافتراضية. الجمعيات التي كانت الى وقت قريب تشكل بديلا قادرا على اجتداب الشباب عوض من الاحزاب، أصبحت تفتقد لثقتهم، "حيث اعتبروا أنها أصبحت مثلها مثل الاحزاب، تبحث عن التمويلات والمشاريع لخدمة أغراض خاصة".