"لا يمكنك النوم. ولا حتى تغميض عينيك. لا يوجد هناك أي شيء يمكن تناوله لإيقاف مفعوله وتأثيره". "أشعر أنني سيد هذا العالم، كما لو عندي سلطة لا أملكها إلا أنا". "بعد تناوله لا أشعر بالخوف قط". هذه بعض التصريحات التي قدمها مجموعة من مستهلكي مخدر ال"كبتاجون"، وهو نوع من المخدرات التي يتناولها بعض المتطرفين قبل القيام بهجمات انتحارية، خوفا من أن يدب الخوف إليهم، ويغيروا مواقفهم في آخر لحظة. المخدر، الذي أنتج لأول مرة في ستينيات القرن الماضي شبيه، بالميثامفيتامين بسبب آثاره الجانبية. العلاقة بينهما مثبتة، بحيث معروف أن أدولف هتلر استعمل هذا المخدر الأخير بغية جعل جنوده مستيقظين ومحافظين على قوتهم وحيويتهم خلال الساعات الطوال التي يقضونها في مناطق العدو. كانت هذه الحبوب مناسبة وقادرة على ترك الجندي النازي يحافظ على الرشاقة والطراوة البدنية، كما أن علقه يبقى يقضا لوقت طويل، وفي نهاية المطاف، يقبل المقاتل على الموت في جبهات القتال بدون تردد. كابتاجون.. المخدر الذي يمنح "الشجاعة" بدأ إنتاج الكابتاجون في سنة 1963 كدواء لعلاج الإفراط في الجهد والخدار (نوبات عشوائية من النوم لا تقاوم)، والضغط. بيد أنه تم الإقلاع عن إنتاجه سنة 1980 نظرا إلى تشابهه مع الأمفيتامينات. في الوقت الراهن –بعد 35 عاما- تحول إلى واحد من أكثر المخدرات شهرة وانتشارا، حيث ينتج ويستهلك بشكل كبير، إلى درجة أنه تم حجز مجموع 11 مليون حبة كبتاجون، حسب وزارة الداخلية التركية. سمحت له أثاره الجانبية من أن يصبح السلاح المفضل لدى المتطرفين، والذين يستعملونه، حسب شهادات مجموعة من الخبراء في هذا المجال، للسيطرة على أعصابهم، أكثر من ذلك يستعملونه "للرفع من قدراتهم الجنسية". على الأقل هذا ما شرحه أحد مهربي هذا المخدر في ريبورتاج تلفازي ل"Arte Journal " في ماي من السنة الجارية (2015). "بدءا بمتشددي ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية"، مرورا بأعضاء الجماعة المتمرد النصرة، وصولا إلى مقاتلي الجيش الحر، كلهم يستعملونه"، حسب ما جاء في الريبورتاج المذكور. بالإضافة إلى آثاره، وحسب مقاتل سوري (فضل عدم ذكره اسمه) في تصريح ل"BBC"،فالكبتاجون أيضا يمنح للمقاتلين شجاعة الإقدام على الانتحار، على الرغم من أن هذا الأمر هو موضع شك من قبل العديد من الخبراء. ومن بين المؤيدين لنظرية أن الكبتاجون من شأنه دفع الواحد للقيام بأي شيء هناك الطبيب النفساني الفرنسي، دان فيلا، الذي يرى أن هذا المخدر قادر على تحفيز الجسم البشري، ولا يشعر بالألم، كما أنه يقتل التعاطف الإنساني، بعبارة أخرى، هو نوع من قتل الإنسانية في الإنسان. هذه الخلاصة يعارضها مجموعة من الخبراء، ويؤكدونه أنه "مرتبط أكثر بالخصائص الشخصية لمستهلكيها أكثر من ارتباطها بآثار المادة. وبالنسبة للآثار الجانبية، يمكن أن تختلف، بدءا بالتحفيز المفرط للجهاز العصبي وصولا إلى الذهان السامة أو المنشطات"، يؤكد في تصريحات ل"ب ب س"، كلاوديو بيدال، الرئيس التنفيذي لمراقبة الطاقة التابعة لمؤسسة التعاون والبيئة. أعراض خطيرة في هذا السياق، أوضح ممثل شركة الأدوية أيضا إن الكبتاجون الحالي لا يتوفر عن نفس صيغة أو مكونات الأصلي ( الذي أعد على أساس الفينيتيلين هيدرو كلوريد)، بل مزيف شبيه بالأصلي من خلال استعمال الامفيتامين والميثامفيتامين والكافيين. "حاليا "كبتاجون" هو الاسم الشعبي الذي تعرف به أقراص الامفيتامين مع الكافيين، وليس لديه أي علاقة مع الصيغة الأصلية. في الواقع، كان بمثابة محفز عذب يحسن التركيز والعطاء المعرفي. علاوة على تقليصه من مضاعفات التعب والجوع والنوم، سامحا بذلك بالحفاظ على حالة من التأهب لوقت طويل"، يشير نفس الخبير. سواء كان قائما على الصيغة الأصلية أو لا، الأكيد هو أن الاستعمال الحالي لهذا الدواء هو شبيه باستعمال النازيين للأمفيتامين والميثافيمتامين. هذه المخدرات، أكيد، أنها كانت تتسبب في آثار جانبية مضرة. "في صفوف الشباب، 18 ربيعا، يمكن أن يتسبب في اضطرابات شديدة، والتي يمكن أن تتحقق بطرق مختلفة. الأولى مرتبطة بالهلوسة المرئية، كما هناك الهلوسة السمعية الداخلية (سماع مثلا صوتا في راسك)، والخارجية (سماع شخص في المحيط، لكن تتابع تشاهد ولا ترى أي شيء"، يشرح، بعد أقل من عام، إمليانوكوراليس، مدير كلينيك "ثورلا" (متخصصة في الصحة العقلية وكل أنواع الإدمان)، والمسؤولة عن وحدة سلوكيات في مستشفى فيغا باخا. بتصرف عن (آ ب س)