مساء أول أمس، نجح الباحث والكاتب المغربي محمد نور الدين أفاية في انتزاع جائزة «أهم كتاب عربي»، التي تمنحها مؤسسة الفكر العربي عن كتابه «في النقد الفلسفي المعاصر: مصادره الغربية وتجلياته العربية»، الذي صدر ضمن منشورات مركز دراسات الوحدة العربية. إذ يعتبر أفاية الذي يشغل منصب أستاذ الفلسفة المعاصرة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أول كاتب مغربي يفوز بهذه الجائزة، والرابع على مستوى العالم العربي. وفي تعليقه على هذا الحدث، عبر أفاية، في تصريح لجريدة « اليوم24» صباح أمس، عن سعادته بالحصول على هذه الجائزة. وأشار إلى أنه يشعر بفرح مزدوج: فرح شخصي، وفرح يحمل دلالة خاصة مفادها أن «الاجتهادات الفكرية للباحثين المغاربة باتت تجد من ينتبه إليها ويهتم بها، ومن يمنحها القيمة المناسبة.» من جهة ثانية، كشف أفاية، تعليقا على أهمية العمل الفائز، أن الكتاب سبّاق إلى الاهتمام بنشأة النقد الفلسفي المعاصر وتطوره ومرتكزاته المفهومية وتحولاته الدلالية (منذ كانط إلى الفلاسفة الغربيين المعاصرين، وكذا امتداداته في النظرية النقدية الألمانية. كما أشار إلى أن أهميته لا تكمن في المقومات النقدية فحسب، بل أيضا في دفاع عن أطروحة مفادها أن المفكرين العرب أنتجوا أعمالا كثيرة في الفكر النقدي الفلسفي، وبلغوا فيه مستويات رفيعة (مساهمات عبدالله العروي، محمد أركون، محمد عابد الجابري، هشام جعيط..). ومن هنا، كشف أفاية أن الكتاب يدافع عن انتماء الفكر الفلسفي العربي المعاصر إلى الفكر الكوني الإنساني. من جهة ثالثة، اعتبر أفاية أن تتويج هذا الكتاب ربما يكون نابعا من اعتبار اللجنة أنه لا يمثل أطروحة كلاسيكية، بل عملا جديدا من حيث موضوعاته وأسلوب معالجة إشكاليته. كما أشار إلى أنه يشكل ربما عملا استثنائيا بالنظر إلى ما يشهده العالم العربي اليوم من تراجع فكري وأشكال دوغمائية كثيرة، ومن سيطرة لمناهج لا تساعد على التفكير والفهم. وفي هذا السياق، أكد أفاية أن هناك حاجة اليوم إلى عمل يدعو إلى إدماج النقد في جميع مناحي الحياة، موضحا «أننا في حاجة إلى أن نفكر في الإنسان». جدير بالذكر أن محمد نور الدين أفاية كاتب وباحث وأستاذ للفلسفة المعاصرة والجماليات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وهو عضو سابق بالمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري. اختير قبل نحو ثلاث سنوات عضوا في اللجنة الثقافية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. ألف أفاية العديد من الكتب في مجالات الفلسفة والفكر السياسي والسينما. ومن بين آخر مؤلفاته «النخبة الاقتصادية المغربية: دراسة حول الجيل الجديد من المقاولين» (باللغتين العربية والفرنسية، وبالاشتراك مع الباحث إدريس الكراوي)، و»الديمقراطية المنقوصة: ممكنات الخروج من التسلطية وعوائقه» (2013). وفي مطلع السنة الجارية، أصدر كتابا بالفرنسية بعنوان «التواصل الخلافي: في الهوية، الديمقراطية والإبداع».