كشفت بشرى أغياتي، رئيسة جمعية "إنصاف"، عن واقع مرير يعيشه أطفال العلاقات غير الشرعية، والذين تنطلق محنتهم مع أول يوم يخرجون فيه للحياة، بتسجيلهم باسم أب مجهول، وتستمر إلى غاية الإقصاء من العمل بسبب "الأب" الغائب! وقالت اغياتي، في ندوة صحفية نظمت صباح اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، لتقديم كتاب تحت عنوان "الأمهات العازبات في المغرب العربي.. الدفاع عن الحقوق والإدماج الاجتماعي"، أنجز من طرف جمعيات "إنصاف" في المغرب، و"أمان" في تونس، و"نجدة النساء في شدة في الجزائر، و"سانتي سيد" في فرنسا،إن أول مشكلة تقف في وجه طفل ناتج عن علاقة خارج إطار الزواج، هي صعوبة تسجيله في الحالة المدنية، حيث تكون الأم مضطرة إلى تسجيله باسمها، أو بابن العبودية أي "ابن عبد الله، أو ابن عبد الإله..". وأشارت المتحدثة نفسها إلى أن هذا الاسم يظل يرافقه طوال حياته، إلى أن يصل السن القانوني لحصوله على البطاقة الوطنية، حيث يكتب في خانة اسم الأب "ابن عبد.." دون اسم الجد كما هو منصوص عليه في البطاقة الوطنية، ما يجعله دائما في حرج عند الإدلاء ببطاقته الوطنية في أي إدارة، بحسب تعبير أغياتي. وأكدت أغياتي أن جمعية "إنصاف" تستقبل عددا من الأشخاص، الذين يعانون من عدم توفرهم على اسم الأب في الحالة المدنية، والبطاقة الوطنية، بل الأكثر من ذلك، تضيف، أن أبناء العلاقات خارج الزواج، يتم إقصاؤهم من عدد من مناصب الشغل لعدم توفرهم على اسم الأب، محملة المسؤولية في ذلك إلى الدولة. وطالبت بسن قانون يمنح لهؤلاء الأشخاص تسجيل اسم الأب والجد في الحالة المدنية والبطاقة الوطنية. وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن القانون لا ينصف الأمهات العازبات في حالة رفع دعوى ضد الأب البيولوجي بغرض ثبوت نسب الطفل، حيث إن المحكمة ترفض الطلب، وإجراء تحليل الحمض النووي "ADN"، بدعوى أن الطفل "غير شرعي أو ابن زنا". هذا وطالبت جمعية "إنصاف" من الدولة سن قانون يحمي أطفال الأمهات العازبات من التمييز بين البنوة الناتجة عن زواج رسمي، وتلك المترتبة عن علاقات خارج إطار الزواج.