من المنتظر أن يحل بعد غد الثلاثاء، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، بالمغرب، في إطار جولة جديدة بالمنطقة، وهي الجولة التي سيلتقي خلالها بمسؤولين عن المغرب والجبهة الانفصالية، كما ستشمل الجولة كلا من الجزائر وموريتانيا بصفتهما بلدين ملاحظين لمسار السلام في الصحراء. وأكدت مصادر متطابقة، أن روس سيزور أيضا، أوروبا خلال الأيام المقبلة من أجل تنسيق برنامج التعاون بين طرفي النزاع في الصحراء طبقا للوائح مجلس الأمن الدولي داعيا إلى إجراء "مفاوضات جدية و مسؤولة" من أجل حل "عادل و نهائي" للنزاع في الصحراء. وفي ذات السياق، يرى محمد بودن، الباحث في الشؤون السياسية ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات العامة، أن الزيارة التي سيقوم بها روس للمغرب، تأتي في إطار ترتيب زيارة نمطية للمغرب، التي ستشمل العاصمة الرباط، ومخيمات تندوف وباقي عواصم المنطقة، وليس مدن الصحراء، مشددا في نفس الوقت، أن "بعض الجهات تهدف إلى دفع روس قصد ترتيب زيارة لمدن الصحراء وخصوصا مدينة العيون، في محاولة منها للتشويش على المنجزات المتعددة الأبعاد التي حققتها الزيارة الملكية الأخيرة للصحراء". ويقول المتحدث، في تصريح ل "اليوم 24″ إن "هذه الجهات تعمل على جر المغرب لخندق التناقضات والارتباك في المواقف، بعدما قامت الرباط بسحب الثقة من روس وعبرت عن رفضها زيارته". وتأتي جولة روس هاته، في سياق يتميز بدعوات الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ضرورة استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع وهما جبهة البوليساريو و المغرب خلال الأشهر المقبلة بهدف التوصل إلى حل يتماشى مع اللوائح الأممية ذات الصلة. كما يوضح بودن، أن أبعاد زيارة روس إلى المنطقة، تريد أن تؤسس لضغط متجدد على المغرب، بعدما انهارت مؤشرات الشك بشأن سيادة المغرب على صحرائه، أثناء الاستقبال التاريخي لساكنة الصحراء للملك"، بحسبه. كما أورد المحلل السياسي، أن الخطوات التي يقدم عليها روس تهدف إلى "بعث الروح في كيان فاشل، وتمويه بعض أطراف المجموعة الدولية بحجية أنه ثمة كتلة تطالب بحقها في الصحراء" وهذا أمر "يتنافى مع مهام الوساطة الاممية "، حسب قوله. إلى ذلك، أبرز بودن أن الموقف المغربي بشأن عدم الترحيب بروس في مدن الصحراء، في وقت سابق لانحيازه للطرف الآخر، "قد يفسر من قبل بعض الأطراف على أنه "تصلب"، مشيرا في الوقت نفسه، أن هذا القرار المغربي يندرج ضمن استراتيجية حازمة حاسمة وميدانية، مستطردا أن المغرب يرحب بأي دور فعال ونشيط يساهم في تنمية الصحراء وينهي مع مسلسلات الاختزال، وتكريس انعدام اليقين". وكان المغرب سحب ثقته من روس في 2012 بعدما اتهمه ب"الانحياز"، لكن المبعوث الدولي استأنف جهوده الدبلوماسية في فبراير الماضي. كما أعلن وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، بمناسبة المسيرة الخضراء الجمعة قبل الماضي، أن المغرب لن يسمح لروس بزيارة الصحراء، وأن لقاءاتهما ستعقد مع المسؤولين في الرباط.