استنفرت أجهزة المكتب القضائي للقيادة الجهوية للدرك الملكي بفاس، جهودها لحل لغز جثة متفحمة عثر عليها راعي غنم، مساء يوم الثلاثاء الأخير، بضفاف وادي سبو بضواحي المنتجع السياحي لسيدي حرازم. وعلمت «اليوم24» من مصدر قريب من التحقيق، أن الأبحاث الأولية التي أسفرت عنها معاينة الجثة المتفحمة وتجميع كافة المعطيات من مسرح الجريمة، مكنت المحققين من العثور على حقيبة صغيرة، وجدوا بداخلها وثائق يعتقد أنها تخص الشخص الهالك، والبالغ من العمر 42 سنة، يتحدر من ضواحي مدينة تازة ويقطن بحي شعبي بمدينة فاس. وأضاف ذات المصدر أن الجثة المتفحمة، نقلت بأمر من النيابة العامة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي الغساني بفاس، لأخذ عينات منها وإرسالها إلى المختبر الوطني للشرطة بالرباط، لإجراء الفحوصات المخبرية لتحديد الحمض النووي الوراثي للجثة وتحديد هوية صاحبها، وهو ما قد يتأخر لمدة طويلة بحسب مصادرنا لبلوغ النتائج الدقيقة، في انتظار وصول المحققين إلى عائلة الضحية، وأخذ عينات من «الجينات» بالمادة الوراثية الخاصة بهم، بغرض الاستناد إليها لإجراء عمليات المطابقة، للتأكد من هوية الضحية والذي وجدت بمكان جثته المتفحمة وثائق هوية يخشى المحققون أن يكون المتهمون المفترضون لاقتراف هذه الجريمة، قد وضعوها بالقرب من الجثة لتضليل المحققين، يقول مصدر أمني للجريدة. ولا يزال أفراد المكتب القضائي للدرك بفاس يواصلون أبحاثهم، في انتظار نتائج الحمض النووي، وتقرير خبرة التشريح الطبي، حيث استمعوا إلى تصريحات راعي الغنم الذي عثر على الجثة المتفحمة، فيما نفذوا عمليات تمشيط واسعة بمكان مسرح الجريمة، وعمدوا إلى توسيع مجال أبحاثهم لتشمل فضاءات المنتجع السياحي لسيدي حرازم، في محاولة منهم للوصول إلى معطيات قد تمكنهم من كشف لغز هذه الجريمة التي هزت المنطقة.