أثار انسحاب رشيد بلمختار، مساء اول أمس الثلاثاء، من جلسة مجلس المستشارين، وعدم تفاعله مع تعقيبات النواب، على الرغم من الوقت الكافي المخصص له، استياء برلمانيي الغرفة الثانية، الذين اعتبروا الأمر ينم عن احتقار لدور البرلماني في الغرفة الثانية، حيث علقت ثريا لحرش رئيسة المجموعة البرلمانية لنقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في مجلس المستشارين انسحاب وزير التربية الوطنية والتكوين المهني بكونه يمثل "إهانة لجميع المستشارين والمواطنين". من جهته، قال نبيل الشيخي، رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس المستشارين في اتصال مع موقع "اليوم 24" إن انسحاب وزير التربية الوطنية من جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين يعتبر استهانة بدور البرلمانيين والغرفة الثانية. وأوضح الشيخي أن الهدف من الأسئلة الشفوية هو النقاش والتفاعل، مبرزا أن الوزير إذا كان سيكتفي بقراءة جواب مكتوب دون تعقيب على مداخلات المستشارين، فلا داعي لعقد جلسة الأسئلة الشفوية أصلا، ومن الأجدر أن تظل الأجوبة كتابية فقط، لكن "الهدف من الأسئلة الشفوية، هو فتح النقاش بين المستشارين البرلمانيين ووزراء القطاعات الحكومية، الملزمين بتقديم توضيحات شافية حول مجمل المشاكل والقضايا. عبد اللطيف أوعمو، المستشار البرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية، الذي انتفض حين انسحب بلمختار، وطالب رئيس الجلسة بالقيام بدوره، قال في تصريح لموقع "اليوم 24" أن انسحاب بلمختار من جلسة دستورية يعبر عن عدم احترامه لقواعد العمل البرلماني، مبرزا أن الأمر إذا تكرر بهذه الطريقة قد نصل ليوم يرفض فيه الوزير المثول أمام البرلمان أصلا. وأضاف المتحدث نفسه أنه سواء كان بلمختار خاطئا أو جاهلا أو مستهينا بالبرلمان، فإن كل ذلك يدعو إلى الأسف، ويعبر عن عدم احترامه علاقة البرلمان بالحكومة. وطالب أوعمو رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بتحمل مسؤوليته تجاه وزرائه، واتخاذ موقف بخصوص هذه السلوكات المرفوضة. وكان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، قد أثار، أمس، استياء كذلك في صفوف البرلمانيين، حينما ظل يطالع هاتفه المحمول ويضحك، غير مكترث بالبرلمانية، خديجة الزومي، عن حزب الاستقلال، التي طرحت سؤالان حول فصل التكوين عن التوظيف، الذي أقرته وزارته، والتقليص من منحة الأساتذة المتدربين.