يعتبر كلاسيكو الدوري الاسباني لكرة القدم، بين الغريمين ريال مدريدوبرشلونة، محط أنظار عشاق المستديرة حول العالم، لما يحمله من تنافس شديد، ويعد وجبة كروية دسمة ترضي الأنصار والمتابعين، ومن المقرر أن يستضيف الملكي غريمه الكتالوني، في أول كلاسيكو لهذا الموسم، في 21 نونبر الحالي، على ملعبه «سانتياغو بيرنابيو». رغم ما يحمله الكلاسيكو من عداوة تاريخية بين أنصار كل من ريال مدريدوبرشلونة، وتنافسية شديدة فوق أرض الميدان، بين لاعبي الفريقين، إلا أن للكلاسيكو لحظات تحمل في تفاصيلها أقوى معاني الروح الرياضية، والنأي بالتعصب جانبا، والتغاضي عن اللون للاستمتاع باللعب الجميل. وشهد ملعب «كامب نو» عام 1980، معقل نادي برشلونة، لحظة اعتبرت تاريخية، وفريدة من نوعها، عندما ضج الملعب بتصفيق الجماهير الكتالونية المتعصبة، للاعب ريال مدريد، الانجليزي لوري كانينغهام لحظة تبديله وخروجه من الميدان، بعدما ساهم بتألقه الرائع في تفوق الملكي على أرض برشلونة بنتيجة 2- 0، عن طريق غارسيا هيرنانديز وسانتيانا. بعد تلك اللحظة التاريخية بثلاث مواسم، وتحديدا في عام 1983، حل برشلونة ضيفا على ريال مدريد في معقله «سانتياغو بيرنابيو»، لخوض مباراة إياب الدوري الاسباني، وكان برشلونة قد أنهى مباراة الذهاب متقدما 2- 0، وهي نتيجة سمحت للأسطورة الأرجنتينية، دييغو مارادونا، أن يلعب دون أي ضغوط في تلك المباراة. واندفع ريال مدريد للإمام بكامل نجومه في محاولة لتعويض نتيجة مباراة الإياب، تاركين منتصف ملعبهم للداهية مارادونا، الذي استلم الكرة عند منتصف الملعب، وانطلق نحو المرمى، فراوغ الحارس، ولكنه لم يسكن الكرة في الشباك، بل انتظر وصول أول المدافعين، فقام بمراوغته وتركه يصطدم بالقائم، ثم سجل الهدف القاتل للبلوغرانا، هدفا جعل كل من حضر المباراة في «السانتياغو» يقف احتراما ويقوم بتحية مارادونا. وشهد موسم 2004/2005 آخر تلك اللحظات التاريخية، وكانت من نصيب البرازيلي رونالدينو، النجم السابق في صفوف نادي برشلونة، عندما حل الفريق الكتالوني ضيفا على ريال مدريد، في مباراة انتهت بنتيجة 3-0 للبلوغرانا، وشهدت تألق ملفت للنظر للساحر البرازيلي، إذ أنه تمكن من تسجيل هدفين، ووقفت جماهير البيرنابيو لتحيته بعد تسجيله الهدف الثاني، في لقطة اعتبرها النجم اللاعب ذاته أفضل لحظات مسيرته الكروية. يذكر أن مباريات الكلاسيكو لا تخلو من تحية الجماهير لنجوم الغريمين ممن يمثّلون المنتخب الاسباني، فشهدنا «كامب نو» يحيي القديس إيكر كاسياس، وسمعنا تصفيق السانتياغو لزرقاء اليمامة تشافي، على سبيل الذكر لا الحصر. فهل سنشهد على لحظات أخرى من هذا النوع في الكلاسيكو المقبل، عندما يحل برشلونة ضيفا على ريال مدريد، أم أن التنافس الشديد بين نجوم الفريقين، والظروف التي سبقت المواجهة المرتقبة ستجعل من تلك اللحظات، ذكرى لن تتكرر؟ ولعل أبرز الغائبين عن كلاسيكو الموسم الحالي، هما القائدان السابقان للفريقين، «القديس» إيكر كاسياس، الحارس السابق للملكي، و»زرقاء اليمامة» تشافي هيرنانديز، مايسترو خط وسط الكتالوني، إذ يعتبر هذا الكلاسيكو الأول منذ عام 1998 الذي يشهد عدم تواجد احد الأسطورتين، تشافي أو كاسياس ضمن تشكيلة الغريمين. وشهدت الجولة 28 من الدوري الاسباني من الموسم الماضي العناق الأخير بين الأسطورتين تشافي وكاسياس، في ملحمة الكلاسيكو، في اللقاء الذي انتهى بفوز برشلونة بنتيجة (2-1)، فغادر القديس أسوار «السانتياغو بيرنابيو»، متوجها للبرتغال لحماية عرين بورتو، قبل اعتزاله اللعب، في حين ترك «زرقاء اليمامة» قلعة «الكامب نو» ليحمل اسم السد القطري. رحل تشافي عن البلوغرانا، وترك كاسياس ألوان «ميرنغي»، إلا أن العلاقة التي جمعت القديس بالمايسترو، كانت أقوى من التنافس بين برشلونة وريال مدريد، فكانا دائما مثالا يحتدى بالروح بالرياضية، والعلاقة التنافسية الجميلة، ولعل دفاعهم سوية عن ألوان المنتخب الاسباني وطدت هذه العلاقة فيما بينهم.