حج، زوال اليوم الاثنين، العشرات من مناضلي حزب البديل الديمقراطي والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعدد من الشخصيات الحقوقية والسياسية إلى مقبرة واد الشراط للترحم على روح الراحل أحمد الزايدي، رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقا، الذي أسلم الروح إلى بارئها في مثل هذا اليوم من السنة الماضية غرقا بواد الشراط. اليوسفي أبرز الحاضرين ولشكر أكبر الغائبين وكما كان منتظرا، تقدم عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول في حكومة التناوب التوافقي جمهور المترحمين على روح أحمد الزايدي. اليوسفي الذي كان مرفوقا بفتح الله ولعلو ظل صامتا ولم ينبس ببنت شفة، وحاول موقع اليوم 24 أخد تصريح منه وكلمة مقتضبة في حق الراحل أحمد الزايدي، إلا أن فتح الله ولعلو الذي كان يرافقه، أكد لنا أنه يرفض الحديث مع وسائل الإعلام لذلك "لا داعي لإحراجه"، يقول القيادي الاتحادي، فيما ظل اليوسفي صامتا. على عكس عبد الرحمان اليوسفي، الذي أصر على الحضور للترحم على روح الزايدي، لم يظهر أي أثر لإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مما يبرز عمق الخلاف الذي أصبح بينه وبين تيار الزايدي، الذي ظل معارضا له إلى حين وفاته، قبل أن يقرر أصدقائه تأسيس حزب البديل الديمقراطي لاستكمال المسار الذي بدأه. قرآن ودعاء لم يختلف المشهد عن باقي المناسبات الحزينة، فقرب قبر الراحل، كانت حناجر بعض القراء تصدح بالقرآن وتدعو للزايدي بالرحمة والمغفرة والثبات، فيما ظل البعض له ولأبنائه. سعاد الزايدي، نجلة الزايدي التي تناولت الكلمة أمام الحاضرين قرأت دعاء مؤثرا ترحمت من خلاله على والدها الذي كانت تجمعها به علاقة خاصة، حيث لم تتمالك دموعها وهي تتذكره وهو ما أبكى باقي الحاضرين الذين فرقت بين بعضهم السياسة ووحدهم الترحم على أحمد الزايدي. دموع وتعهد بمواصلة المسار أغلب الذين حضروا من أصدقاء الزايدي ورفاقه وتحدث إليهم موقع اليوم 24 كانت علامات الآسى والحسرة بادية على وجوههم جراء فقدان رجل طالما وصفوه برجل المبادئ والمواقف السياسية الصلبة. سعاد الزايدي، ابنة الراحل التي لم تتمالك دموعها، قالت في تصريح لموقع اليوم "ماذا يسعني أن أقول في مثل هذا اليوم، يوم ذكرى وفاة والدي رحمة الله عليه، لقد اختلطت الفرحة بالحزن، الحزن على فراقه، ولكن الفرحة بهذه الوجوه التي جاءت اليوم للترحم عليه، وهو ما يؤكد أن والدي لم يمت في قلوب المناضلين، لم يمت في قلوب الشرفاء، والنزهاء، وهو ما يجعلني فخورة شخصيا بأن أحمل اسم الزايدي". من جانبه قال حسن طارق، النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وأحد أصدقاء الراحل إن هذه الذكرى تجعلنا نستحضر شخصية سياسية نبيلة ربطت الأخلاق بالسياسة، مبرزا أن المغرب مني بخسارة فادحة في وفاته، وهي مناسبة نؤكد من خلالها أيضا أننا أوفياء للنهج وللمسار الذي كان يؤمن به الراحل أحمد الزايدي. أما عبد العلي دومو، فلم يقو على الحديث لموقع اليوم 24 حول ذكرى الراحل أحمد الزايدي،"اعفوني رجاء، لا أستطيع الكلام عن السي أحمد الزايدي، الذي كانت تربطني به علاقة خاصة، أرجو أن تتفهموني"، يقول دومو. حضور للإسلاميين لم يقتصر جمهور المترحمين على روح الفقيد على أصدقائه من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومن حزب البديل الديمقراطي، بل إن حزب العدالة والتنمية كان حاضرا هو الآخر من خلال حميد الزاتني، المستشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية والنائب البرلماني عبد السلام بلاجي. الزاتني، قال في تصريح لموقع اليوم 24 إن علاقة خاصة تجمعه بسعيد الزايدي ابن الراحل جعلته يأتي للترحم على روحه، مبرزا أن الزايدي كان يتمتع بخصال نادرة في عالم السياسة، وهو ما يجعلنا قريبين منه. واعتبر الزايدي أن وفاة الفقيد غرقا بواد الشراط خسارة فادحة للوطن عموما وحزب الاتحاد الاشتراكي خصوصا، داعيا إلى تمثل القيم والمبادئ التي كان يدافع عنها في الأوساط السياسية.