خرج مساء يوم الأحد، 120 متظاهرا من رجال و شباب دوار أولاد معلة بجماعة عين الشقف بضواحي مدينة فاس، اغلبهم فلاحين، في مسيرة غاضبة مشيا على الأقدام في اتجاه القصر الملكي بفاس، مستغلين زيارة الملك للمدينة و إقامته بها، و ذلك للاحتجاج على أرملة برلماني حركي سابق منعتهم من حرث ارض عرشية تابعة لجماعتهم السلالية. و قطع المتظاهرون، أزيد من 6 كيلوميترات عن مقر جماعة عين الشقف، قبل أن تفاجئهم قوات التدخل السريع من عناصر الدرك الملكي و الشرطة و القوات المساعدة، و الذين سارعوا إلى محاصرة الفلاحين الغاضبين و إيقافهم على مشارف مدينة فاس، بالقرب من ملتقى الطريق الرابط بين جماعة عين الشقف و مقاطعة سايس، حيث فرضوا عليهم طوقا امنيا استعانوا فيه بسيارات الأمن و منعوهم من الاستمرار في مسيرتهم نحو وسط المدينة و منها إلى القصر الملكي بفاس الجديد. و علمت "اليوم 24" أن الكاتب العام لعمالة مولاي يعقوب، و التي توجد جماعة عين الشقف في نفوذها الترابي، حضر إلى مكان محاصرة القوات العمومية للفلاحين الغاضبين، و فتح معهم هناك حوارا، حيث نجح في إقناعهم بالعودة إلى دوارهم و و إمهال سلطات عمالة الإقليم على دراسة الملف و معالجته إداريا مع سلطات الوصاية بالرباط. و قال محمد السبعاوي ، احد المحتجين الغاضبين، في تصريح خص به "اليوم 24" أن " تحركهم بمناسبة حلول الملك محمد السادس بمدينة فاس، جاء ردا على صم المسؤولين بمولاي يعقوب و فاس لأذانهم حيال احتجاجات سكان دوار أولاد معلة ضد أرملة البرلماني الحركي السابق و التي أقدمت على منعهم لمرات عديدة من حرث الأرض العرشية التابعة لجماعتهم السلالية و المحاذية لمنتجعها السياحي بالحدود المشتركة بين إقليمي فاس و مولاي يعقوب على مشارف مدينة فاس من جهة الجنوب". و أضاف أن " المنعشة السياحية، و التي تواصل تراميها على الأرض الجماعية،بادرت يوم أول أمس الأحد إلى إغلاق الممر الطرقي المؤدي إلى الأرض، و سخرت حراس منتجعها من مفتولي العضلات في طردنا و منع آليات الحرث من الوصول إلى الأرض بغرض حرثها ". من جهتها ردت المنعشة السياحية لطيفة البدوي و أرملة البرلماني الحركي السابق، في اتصال هاتفي أجراه معها الموقع بقولها، أن " الأرض التي يصر فلاحو دوار أولاد معلة على حرثها و التي تقدر بحوالي 8 هكتارات، توجد منذ 1984 في حوزة زوجها و الذي اكتراها قيد حياته من الجماعة السلالية و مصالح وزارة الداخلية الوصية على أراضي الجموع لمدة غير محدودة، غير انه بعد وفاة زوجي انتفض سكان الدوار في وجهي و طالبوني بإرجاع الأرض، الشيء الذي رفضته بدعوى أننا نؤدي ثمن الكراء كل سنة و بشكل مستمر، و أن التصرف في الأرض المكرية ما يزال قائما من قبل ورثة زوجي آيت الموذن بعد وفاته". و أضافت، أن " المحتجين احتلوا مدخل منتجعها السياحي لمدة تزيد عن 5 ساعات مانعين زبنائها من الولوج و هم يرددون الله اكبر، مما اضر بي خصوصا و أن الحادث تزامن مع يوم الأحد و الذي يعرف إقبالا كبيرا للعائلات على منتجعي السياحي". و ردد الفلاحون الغاضبون خلال مسيرتهم و التي شارك فيها شيوخهم، شعارات مناوئة للسلطات المحلية في شخص القائد و الباشا، و اللذين حملوهما، كما قالوا، المسؤولية في انتشار ظاهرة الترامي على الأراضي الجماعية، و اتهموهما بالتواطء مع من سموهم ب" الأعيان و الوجهاء و النافذين" و تسهيل مهماتهم في وضع أيديهم على الأراضي العرشية و استغلالها، حيث طالبوا في شعراتهم برحيل القائد و الباشا بقولهم " الشعب يريد إسقاط الفساد" .. " هذا عار ..أراضي عين الشقف في المزاد" و " القايد و الباشا سير فحالك ..أرضنا ماشي ديالك". هذا و تتخوف سلطات فاس من تفجر موجة الاحتجاجات بالمدينة و الضواحي، بموازاة حلول الملك بها، حيث باتت المدينة على صفيح ساخن خلال المدة الأخيرة، بسبب تنامي حالات الانفلات الأمني و انتشار مظاهر الإجرام و التي لم يسلم منها حتى رجال الأمن عقب مهاجمة جانحين مدججين بالسيوف مؤخرا لحاجز امني بمدخل مدينة فاس بطريق صفرو.