أعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) أن سعر الطاقة التي تنتجها المحطة الحرارية المركزة «نور 1» بورزازات، سيكون أقل مما كان متوقعا، حيث صرح بدر يكن، مدير معهد بحوث الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، أن تكلفة الإنتاج انخفضت من درهمين لكل كيلوواط في الساعة التي كانت متوقعة في بداية المشروع، إلى 1.61 وحتى 1.50 درهم ليلا، مبرزا أن مشروع «نور 1» للطاقة الشمسية المركّزة، يعتبر إنجازا مهماً لتكنولوجيا مرايا القطع المقعرة، بإثبات أنه يمكن إنتاج الطاقة الشمسية بسعر تجاري تنافسي، وهو أدنى بكثير مما تم تحقيقه حتى الآن، وفي الوقت نفسه يضيّق الفجوة بين كلفة الطاقة الشمسية المنتجة باستخدام تكنولوجيا الخلايا «الفوتوفولطية» وكلفة التكنولوجيا الحرارية الشمسية. عبيد عمران، عضو مجلس إدارة وكالة «مازن»، صرح للموقع المتخصص «لوزين نوفيل» الفرنسي، أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب سيشتري الطاقة من هذه المحطة بسعر 1.2 درهم واحد. وبالتالي لا يزال هناك دائما فارق من 0.3 إلى 0.4 درهم لكل كيلو واط/ ساعة ستدفع من قبل الدولة في إطار دعم هذا المشروع، مشيرا أن الوكالة كان لديها دائما هذا الهاجس المتمثل في تقليص الفارق بين تكلفة الإنتاج وسعر البيع، وبالتالي «لقد فاجأتنا «نور1»، موضحا أن دعم الدولة الموجه للطاقات الشمسية هو أقل بكثير من الدعم الطاقي للمحروقات الذي كان مخصصا في إطار صندوق المقاصة، قبل أن تعمد حكومة بنكيران إلى إلغائه نهائيا خلال هذه السنة. ولذلك، وأمام هذا المعطى الجديد الذي قلص من تكلفة إنتاج الطاقة من المحطات الحرارية «نور 1» سيكون على الدولة دعم الطاقة بأقل من 685 مليون درهم المقررة سنويا. من جانبها، نشرت صحيفة «ألغارديان» البريطانية مؤخرا، تقريرا مفصلا لآرثر نيلسون، عن هذا المشروع الضخم الذي تحتضنه ورزازات، والذي ستوفر نصف حاجة البلاد من الكهرباء بحلول عام 2020، حيث قال التقرير إن المشروع يدخل ضمن أهم التوجهات الاستراتيجية الكبرى في المغرب، والذي يطمح في أن يصبح قوة عظمى في مجال الطاقة الشمسية، ومن المأمول أن يكون هناك فائض يصدر إلى أوروبا، وعندما يتم الانتهاء من بناء المحطة العملاقة ستكون أكبر محطة توليد للطاقة الشمسية في العالم، حيث كان قد أطلق في المرحلة الأولى من المشروع (نور1).. وأفاد التقرير أن تكنولوجيا المرايا المستخدمة، هي أقل انتشارا وأكثر كلفة من لوحات الخلايا الضوئية التي تشاهد على سطوح المنازل في أنحاء العالم، وستتميز بأنها ستستمر في توليد الكهرباء حتى بعد غياب الشمس. وبينما يقوم المهندسون بوضع اللمسات الأخيرة على محطة (نور1) تلمع نصف مليون مرآة هلالية الشكل في أفق الصحراء. هذه المجموعة المؤلفة من 800 صف من المرايا تقوم بمتابعة الشمس بينما تمر في السماء، فتسمع صوت المحركات كل بضع دقائق تحركها، بينما يطول ظلها ناحية الشرق مع اقتراب الشمس من الغروب. وستعمل المحطات الأربع في ورزازات بعد الانتهاء من بنائها مساحة تساوي مساحة مدينة الرباط، وستولد 580 ميغاواط من الكهرباء كافية لإمداد مليون بيت، وستنتج «نور1» وحدها 160 ميغاواط. وتعتقد وزيرة البيئة المغربية، حكيمة الحيطي، بأن أثر الطاقة الشمسية على المنطقة في هذا القرن، سيكون بقدر أثر النفط في القرن الماضي. وتقول الحيطي: «لسنا بلدا منتجا للنفط، ونستورد 94 في المائة من طاقتنا على شكل وقود أحفوري من الخارج، وهذا له أثر كبير على ميزانيتنا.. وكنا ندعم الوقود الأحفوري، وهذا أيضا مكلف جدا، ولذلك عندما علمنا بإمكانيات الطاقة الشمسية قلنا: لم لا؟». وستشكل الطاقة الشمسية ثلث الطاقة المتجددة في المغرب مع حلول عام 2020، حيث تأخذ كل من الطاقة المائية والهوائية النصيب ذاته.