تسود حالة من الانقسام داخل الفاتيكان مع رفض الأساقفة المحافظين تحركات البابا فرانسيس للإصلاح، حيث يسعى إلى الاحتفاظ بجوهر العقيدة المسيحية مع السماح بمزيد من التسامح حيال قضايا الأسرة المتعلقة بالطلاق والمتزوجين مدنيا، وحتى قبول المثليين باعتبارهم يعانون اضطرابا ما. التيار المحافظ وأجندة الإصلاح وبحسب "اليوم السابع" فإن الأساقفة الكاثوليك أحرجوا البابا فرانسيس، السبت، خلال اجتماع مثير للجدل، بعد أن امتنعوا عن تأييد مبادرة منه حول إدماج واسع لأولئك المطلقين، الذين تزوجوا مرة أخرى، فى أنشطة الكنيسة وكذلك حصولهم على التناول، مما يظهر قوة مقاومة التيار المحافظ للأجندة الليبرالية التى يتبناها بابا الفاتيكان. وذكرت وكالة رويترز أن البابا فرنسيس انتقد قادة الكنيسة الجامدين الذين "يدفنون رؤوسهم فى الرمال" ويتخفون خلف عقائد جامدة تاركين الأسر تعانى، بحسب قوله. انفتاح "مشروط" وتحدث فى ختام اجتماع اتفق فيه الأساقفة على انفتاح "مشروط" فى قضية المطلقين الذين تزوجوا مرة ثانية خارج الكنيسة، لكنهم رفضوا دعوات إلى تبنى لغة أكثر ترحيبا عن المثليين رغم تأكيدهم على ضرورة احترام أولئك الأشخاص. وتعد هذه أحدث حلقة فى سلسلة انتقادات للأساقفة من البابا الذى شدد منذ انتخابه عام 2013، على أن الكنيسة التى يبلغ عدد اتباعها 1.2 مليار نسمة يجب أن تكون منفتحة على التغيير وأن تنحاز إلى الفقراء، وأن تتخلص من القواعد الجامدة التى نفر الكثير من الكاثوليك. الزواج الثانى وانتهى الاجتماع الذى رأسه البابا إلى نصر ملحوظ للمحافظين فيما يتعلق بقضايا المثليين، ونصر للتقدمين فى القضية الشائكة الخاصة بالزواج الثانى، ونصت الوثيقة الختامية للمجمع على أن تعاليم الكنيسة تقضى بأنه يجب ألا يتعرض المثليون لاضطهاد فى المجتمع لكنها أكدت أيضا على أن زواج المثليين "لا يجوز تشبيهه ولو من بعيد" بالارتباط بين رجل وامرأة. وأوصى الاجتماع، الذى ضم 270 أسقفا كاثوليكيا من 120 بلدا حول العالم، بالتعامل مع كل حالة على حدة، وقال الكاردينال النمساوى كريستوف شونبورن خلال مؤتمر صحفى: "الكلمة الأساسية هى حسن التمييز، أدعوكم جميعا إلى التفكير أنه لا يوجد أبيض وأسود، الأمر ببساطة يتعلق بنعم أو لا، عند تقييم مثل تلك الحالات". المنتدى الداخلى و سيتم السماح للكاثوليك المطلقين والذين تزوجوا مرة أخرى إمكانية العودة إلى المشاركة الكاملة فى الكنيسة، على أساس كل حالة على حدة، بعد تلقى المشورة الروحية من الكهنة فيما يسمى "المنتدى الداخلى".. وبحسب الاقتراح الذى تم قبوله جزئيا، فإن الكاثوليك المطلقين والمتزوجين مدنيا "يجب ألّا يشعروا بالاستبعاد"، وكذلك يجب إدماج أطفالهم فى الكنيسة. وبدا أن البابا فى كلمته الختامية ينتقد المحافظين المتشددين قائلا إنه يجب على قادة الكنسية أن يواجهوا القضايا الصعبة "بلا خوف أو وجل ودون أن ندفن رؤوسنا فى الرمال"، وقال إن المجمع "كشف عن القلوب المغلقة التى كثيرا ما تختبئ خلف تعاليم الكنيسة أو النوايا الحسنة.. لتحكم فى بعض الأحيان بترفع واستعلاء فى قضايا صعبة وأسر مكلومة".