سهّل البابا فرانسيس على الكاثوليك إنهاء زواجهم، الأمر الذي يعد من التغييرات الأكثر جوهرية لإجراءات فسخ الزواج منذ قرون، وقال إن الهدف هو توفير "البساطة فقط" من أجل "قلوب المؤمنين". وأدخل بابا الفاتيكان فرانسيس الأول الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول إصلاحات شاملة، من شأنها تبسيط اجراءات فسخ الزواج، وهو السبيل الوحيد أمام الكاثوليك الراغبين في الزواج مجددا دون مخالفة تعاليم الكنيسة. ويعرف فسخ الزواج رسميا في الكاثوليكية باسم "مرسوم البطلان"، وهو الذي يقضي بأن الزواج غير صالح وفقا لقانون الكنيسة بسبب الافتقار إلى ظروف معينة مثل الإرادة الحرة أو النضج النفسي أو عدم رغبة أحد الطرفين في إنجاب الأطفال. وكثيرا ما كانت تنتقد إجراءات عملية "الفسخ" لكونها مرهقة وطويلة ومكلفة، ويقول كثيرون إن قواعد وإجراءات هذه العملية تعمل على تثبيط الذين لديهم أسباب مشروعة للحصول على البطلان. ولذلك كان البابا يهدف لوضع حد لتلك الشكاوى، عندما قال "الدافع لهذا الإصلاح تعززه رغبات أعداد هائلة من المُصلّين الذين كثيرا ما ينفرون من الهياكل القانونية للكنيسة". وقال إنه يتعين تسريع إجراءات هذه العملية حتى لا يتعرض المؤمنون "للقهر بسبب ظلام الشك"، حول ما إذا كان زواجهم يمكن الخلاص منه. وألغت القواعد الجديدة، التي استندت إلى مجهود سنة كاملة من العمل من قبل لجنة الاستشارية البابوية، شرط أن أي فسخ ممنوح من قبل محكمة الكنيسة يجب إعادة النظر فيه تلقائيا من قبل مجموعة أخرى من القضاة. حيث أنشأت اللجنة "المحاكمة السريعة"، التي يمكن أن تتكون من الأسقف المحليين، بحيث يمكنهم منح الفسخ في أقل من شهرين من الزمن، وهذا الخيار سيكون متاحا في الحالات التي يتفق فيها الطرفان على فسخ الزواج، وعندما يكون هناك دليل على قوة بطلان الزواج. وذكر البابا فرانسيس أيضا أن البطلان، الذي يمكن أن يتكلف آلاف الدولارات في الرسوم القانونية الاعتيادية، يجب أن يكون مجانا، وإنه على الأساقفة تقديم المزيد من المساعدات للأزواج المطلقين. وقال "المونسنيور بيو فيتو بينتو"، عميد محكمة الفاتيكان، التي تسيطر على اجراءات البطلان، في مؤتمر صحفي إن هذه القواعد الجديدة هي التغييرات الأكثر جوهرية لقوانين الفسخ منذ بابوية "بنديكت الرابع عشر"، في الفترة من 1740 إلى 1758. والمعروف أن الكنيسة الكاثوليكية لا تعترف بالطلاق، وتعتبر الكاثوليكيين الذي يتزوجون مرة أخرى في مراسم مدنية لا يزالون في عصمة الشريك الأول، وبالتالي يعيشون في حالة من الخطيئة، وهذا يمنعهم من تلقي الأسرار المقدسة. وتعد هذه واحدة من العديد من تحركات التفكير المتقدم للبابا فرنسيس، الذي اكتسب سمعة باعتباره إصلاحيا يسعى لجعل الكنيسة الكاثوليكية أكثر حداثة وانفتاحا. وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعا البابا جميع الكهنة للعفو عن النساء اللواتي يجهضن، وكذلك الأطباء الذين يؤدون لهم هذه العملية، خلال السنة المقدسة المقبلة، كما دعا إلى إعطاء دور أكبر للمرأة في إدارة الكنيسة. وفي شهر يونيو/حزيران، أصبح البابا هو الأول الذي يستخدم البيانات العلمية في وثيقة التدريس الكبرى، التي قال فيها إن الاحتباس الحراري مشكلة من صنع الإنسان إلى حد كبير بسبب الاستهلاك المفرط.