كشف تقرير جديد صادر عن المعهد الوطني للإحصاء الإيطالي"ISTAT" أن عدد الأجانب المقيمين بشكل قانوني في إيطاليا، والمنحدرين من دول خارج الاتحاد الأوربي، بلغ إلى غاية 1 يناير 2015 ما مجموعه 3.929.916 شخصا، أكثر من نصفهم يملك بطاقة إقامة غير محدودة الأجل، ويشكل الرجال 52 في المائة منهم. وجاء المغاربة في مقدمة الترتيب كأول جالية من خارج الاتحاد الأوربي تقيم بإيطاليا ب518.357 شخصا، متبوعين بمواطني دولة ألبانيا ب498.419، بينما احتل مهاجرو الصين الشعبية الرتبة الثالثة بأزيد من 300 ألف شخص، متبوعين بالأوكرانيين (236.682)، فالفلبينيين بحوالي 170 ألف شخص. وتبعا لنفس الدراسة التي أعدها معهد الإحصاء الإيطالي، فإن الجهات التي يتركز فيها الأجانب من خارج الإتحاد الأوربي هي الشمال والوسط، بينما لا يتواجد بجنوب البلد سوى حوالي 11 في المائة منهم. ويتواجد المغاربة بشكل أكبر في أربع جهات هي بييمونتي ولومبارديا وإميليا رومانيا وفينيتو. ومن خلال قراءة بسيطة للمعطيات الجديدة، يلاحظ أن عدد المواطنين المغاربة المقيمين قانونيا بإيطاليا سجل ارتفاعا ضئيلا جدا طيلة الأربع سنوات الأخيرة، حيث كان عددهم في نهاية سنة 2011 ما مجموعه 517.146، يعني بزيادة 1211 شخصا فقط بالمقارنة مع الإحصائيات الجديدة. وليست الجالية المغربية الوحيدة التي لم تعد إيطاليا تستقطبها، ذلك أن نسبة الأجانب بالبلد، بصفة عامة، لم تسجل سوى ارتفاع بنسبة 1,4 في المائة. ويمكن تفسير تراجع نسبة المغاربة، بل والأجانب بشكل عام، الوافدين على إيطاليا بالأزمة الاقتصادية التي ضربت البلد منذ سنين وأجبرت الكثيرين على البحث عن فرص عمل في دول أخرى، كفرنسا وألمانيا ودول أخرى لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية التي أثرت على اقتصادات دول كإسبانيا وإيطاليا واليونان . يذكر أنه واستنادا إلى إحصائيات سابقة لوزارة الشغل الإيطالية، فالمغاربة يوفرون للاقتصاد الإيطالي يدا عاملة يناهز عدد أفرادها 300 ألف شخص، وتقدر حجم تحويلاتهم إلى بلدهم المغرب بأزيد من 200 مليون أورو. وإذا كان المغاربة يحتلون الرتبة الأولى كأول جالية من خارج دول الإتحاد الأوربي، فإنهم أيضا يتربعون على رأس لائحة المسيرين الأجانب للمقاولات في إيطاليا، ويسيّر المواطنون المغاربة 74.520 مقاولة من أصل 733.500 مقاولة التي يسيرها أجانب بالبلد.