لم يمر أسبوع على اكتشاف فضيحة تورط أفراد من الجيش الإسباني في تهريب الحشيش من مدينة سبتةالمحتلة إلى الداخل الإسباني في حقائب ظهر بعربات تابعة للجيش، حتى تفاجأ الرأي العام الإسباني، يوم أمس الثلاثاء، بانفجار فضيحة جديدة تُورط عناصر من الشرطة الوطنية بمدينة مليلية المحتلة، في الاعتداء الجنسي على قاصر مغربي يبلغ من العمر 16 عاما مقابل منحه الهدايا والأموال، حسب ما أوردته مجموعة من المنابر الإعلامية الإسبانية. المصادر نفسها أشارت إلى أن عملية اعتقال عنصري الشرطة تمت الأسبوع الماضي، لما تم إيقاف قاصر مغربي تائه بشوارع المدينةالمحتلة معه هاتف ذكي من النوع الجيد بقيمة 6000 درهم، ليتم إيقافه لمعرفة إن كان الهاتف مسروقا أو أي شيء من هذا القبيل؛ لكن المفاجأة الكبيرة كانت لما اعترف القاصر المغربي بأن الأمر لا يتعلق بعملية سرقة، مشيرا إلى أن الهاتف هو عبارة عن هدية له من قبل عنصري أمن في سلك الشرطة الإسبانية كمقابل ممارسة الجنس عليه. في المقابل، صرح الشرطيان بأن القاصر المغربي سرق منهما الهاتف، غير أن المكالمات المسجلة على الهاتف تثبت العكس، حسب مصادر إسبانية. في نفس السياق، أشارت مصادر أمنية إسبانية إلى أن عنصري الأمن ينحدران من الداخل الإسباني، كما أنه كانت شبهات تحوم حولهما، بين زملائهم في العمل، في تورطهما في الاعتداء الجنسي على قاصرين آخرين في مختلف المدن التي اشتغلوا فيها. وأضافت أن الشرطيين يواجهان عقوبة حبسية قد تصل إلى ست سنوات في حالة إذا ما ثبت اعتداؤهما جنسيا على القاصر المغربي. هكذا، وفي انتظار اكتمال التحقيقات، عزل عنصرا الشرطة المتهمان وإحالتهما على القضاء ليقول كلمته. يذكر أنه حسب الأرقام الأخيرة التي قدمتها وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة المحلية لمليلية، دانيال فنتورا (PP)، فإن مراكز إيواء القصر غير المصحوبين بالمدينة تأوي أكثر من 300 قاصر، السواد الأعظم منهم ينحدر من المغرب، يتوزعون على مركز «بوريما» للإيواء، والذي يضم 240 قاصرا، ومركز تقديم المساعدات الذي يضم 80 قاصرا، وكذا مركز إيواء الفتيات الذي يضم 30 قاصرة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء أوروبا بريس. غير أن هذا النوع من الاعتداءات يدفع إلى طرح سؤال ما مدى جدية الدولة الإسبانية في حماية الأطفال المغاربة التائهين بين شوارع ومراكز الإيواء بالمدينة، خاصة عندما يتعلق الأمر بعناصر الأمن الذين يفترض أن يتكفلوا بحمايتهم.