طرح موضوع إستقالة "إنياسيو مارينو " عمدة مدينة روما من منصبه قبل أيام، نقاشا حول من سيخلفه في منصبه ، "مارينو " ترك منصبه بعد تعرضه لضغوط كبيرة حتى من قيادة حزبه، بسبب إكتشاف ،ما قيل أنها ، وصولات لوجبات عشاء شخصية أداها بواسطة بطاقة أداء بنكية في اسم بلدية روما، وهي القضية التي فتح فيها القضاء الإيطالي تحقيقا لكشف كافة ملابساتها . إستقالة عمدة روما خلفت ضجة كبيرة، وانقسم الرأي العام في العاصمة الإيطالية ، بل وفي كل البلد بخصوصها بين مؤيد لما أقدم عليه السياسي اليساري، باعتباره خرق القانون ويجب عليه الإنسحاب، وبين مدافع عنه لأنه "ضحية مافيات العاصمة "، بعد أن حرّكَت سياساته أعشاشها، وأحست بالخطر يتهدد مصالحها، فحرّضت ضده الرأي العام بطرقها ليشُن عليه الإعلام حربا ضروسا إنتهت باستسلامه. وبين هذا وذاك فتحت مواقع إلكترونية إخبارية نقاشات للإجابة عن سؤال يتعلق بمن الأنسب لقيادة روما في فترة ما بعد إنياسيو مارينو، الذي فاز بعمادة روما شهر يونيو من سنة 2013 (صوت عليه أكثر من نصف مليون شخص) عن الحزب الديمقراطي، وهو نفسه الحزب الذي يقود الإئتلاف الحكومي الحالي في إيطاليا وكانت ولايته ستدوم حتى سنة 2018 لو لم يستقل من منصبه. وأنجزت النسخة الإلكترونية لجريدة "إيل تيمبو" إستطلاع رأي بين قرائها تستفتيهم فيه عن طريق الإجابة عن سؤال : "من تريده أن يكون عمدة روما المقبل ؟" . وجعلت القراء يختارون السياسي الأنسب، والذي يريدونه ان يكون عمدة لمدينة روما ضمن مجموعة من الأسماء . غير انها قسمت المرشحين حسب تلاوينهم السياسية فخصصت لائحةً "لوسط اليسار" وأخرى "لوسط اليمين" ثم ثالثةً لحزب "حركة النجوم الخمس" . وبوأ المشاركون في استطلاع الرأي السياسية المغربية سعاد السباعي المرتبة الأولى للمطلوبين لعمادة روما من بين أسماء لائحة " يمين الوسط "، وذلك بنسبة 25 في المائة من الأصوات المعبر عنها إلى غاية يوم 14 أكتوبر على الساعة الثامنة مساء بالتوقيت الإيطالي . وكان "ماتيو سالفيني " زعيم حزب "رابطة الشمال " الحزب اليميني المتطرف ، قد صرح في برنامج إذاعي قبل حوالي أسبوعين، أنه يرى في سعاد السباعي الشخص الأنسب لتولي منصب عمدة روما في الوقت الراهن ، لكنه تراجع عن أقواله في الأيام القليلة الماضية ليعلن مساندته دجوردجا ميلوني رغم كونها خارج حزبه. لكن ذلك لم يمنع من تزايد شعبية السباعي وذلك ما أكده إستطلاع الرأي هذا . حري بالذكر أن سعاد السباعي ، البرلمانية السابقة عن حزب رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني "إلى الأمام إيطاليا " ، من مواليد مدينة سطات سنة 1965 ، حاصلة على الإجازة في الأدب والفلسفة بجامعة "لاسابيينسا " بروما، وقد حصلت على شهادة الدكتوراه سنة 2005 بأطروحة حول موضوع حقوق المرأة بالمنطقة المغاربية. إشتغلت في عدة منابر صحفية وتترأس حاليا "جمعية النساء المغربيات بإيطاليا" وهي جمعية تُعنى بتوعية النساء المغربيات وبالدفاع عن حقوقهن.تعدّ من بين أشد المدافعين عن سن قانون لمنع النقاب في إيطاليا .إنضمت إلى حزب "رابطة الشمال" منذ ما يقارب سنتين وقد خلف ذلك صدمة لدى المهاجرين بالنظر إلى كون هذا الحزب لا يخفي عداءه لكل ما هو أجنبي ، بل أنه يبني برنامجه على معاداة المهاجرين . وهو تنظيم سياسي له نفس مرجعية حزب "الجبهة الوطنية " بفرنسا.