تعرض الفنانة التشكيلية فاطنة شعنان عددا من أعمالها الفنية ولوحاتها في فضاء المعرض الكبير في الدارالبيضاء، الذي تحتضن أروقته مهرجانا لتشجيع تسويق منتوجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي انطلق أمس الخميس وسيستمر إلى السابع عشر من الشهر الجاري. هي مناسبة بالنسبة لشعنان لتخرج لوحاتها إلى عالم أكثر رحابة، بعد أن احتجبت "منذ ولادتها" عن العموم إلا من بعض المقربين والعائلة، وكأنها تبحث عن حياة أخرى بعد "مخاض التشكل". وتتميز لوحات شعنان بالاحتفاء بالإنسان والطبيعة، وغالبا ما تشتغل على كل ما هو تقليدي وأصيل، إذ تجد في لوحاتها هوسا بالبسيط وبالتفاصيل الدقيقة، "فنانة تعتبر نفسها أنها تبدع لذاتها أولا، وللذاكرة وتاريخها الشخصي، ولكل من يحب الجمال". تقول شعنان عن نفسها: "الرسم بالنسبة لي مسألة فطرية، فمنذ طفولتي كنت أحب الرسم والتخطيط، وبحكم أن والدي كان فلاحا ونشأتي كانت وسط الطبيعة والخضرة كنت أعشق الألوان". "حقيقة أنا أجد متعة لا حدود لها عندما أجلس أمام لوحتي، لأنني أصبح في حالة أخرى نفسيه ووجدانية وكأنني أسافر إلى عالم آخر، حتى أنه أحيانا أجلس إلى خمس أو ست ساعات دون أن أحس بمرور الوقت"، تؤكد شعبان، قبل أن توضح أن غياب التوجيه في قطاع التعليم أخر اكتشاف موهبتها بعض الشيء، "رغم أن المحيطين بي كانوا يعجبون بأعمالي، لكن بعد الاستفادة من تكوينات في تخصصات مختلفة وجدت ضالتي في التشكيل، لأقرر دراسة تقنياته لصقل موهبتي، ومن تم بدأت حكايتي مع رسم اللوحات بالصباغة الزيتية وبطريقة أكثر احترافية". وتضيف شعنان: "وجدت ضالتي بالصدفة، ففي أحد الأيام مررت بزقاق في الدارالبيضاء فلمحت عيني محلا لبيع اللوحات، دفعني الفضول أو ربما القدر للدخول والسؤال عن إمكانية أخذ دروس في الرسم التشكيلي، فكان الرد بنعم.. لا يمكنني وصف مشاعري حينها، وهي مناسبة لأشكر أستاذي محمد أقريع، الذي علمني العديد من تقنيات في الرسم". وتكشف المتحدثة ذاتها أنه "بحكم حبي الكبير وارتباطي بوطني كانت أولى المواضيع التي تطرقت لها في لوحاتي تعبر عن الغنى الذي يزخر به المغرب من عادات وتقاليد وصناعة تقليدية". وتعرض الفنانة شعنان العديد من لوحاتها في بعض المناسبات الثقافية وفي معارض جماعية، "وحاليا أنا أعرض بعضا منها في المعرض الوطني للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تحت إشراف وزارة الصناعة التقليدية، بشراكة مع مركز محمد السادس للتضامن الاجتماعي، وبهذه المناسبة أشكر جميع المنضمين والساهرين على نجاح الدورة الرابعة"، تؤكد شعنان. الفنانة من مواليد مدينة الدارالبيضاء، وهي حاصلة على شهادة في البرمجة والتحليل المعلوماتي، وشهادة في التجميل، وعدة شواهد أخرى في التدليك اللمفاوي وشهادة في صنع الحلويات العصرية.