لإثارة الإنتباه إلى الظروف، التي يقضون فيها عقوبتهم السجنية، إختار نزيلان مغربيان الإحتجاج بطريقة فريدة، تتمثل في الصعود في غفلة من الحراس إلى سطح البناية السجنية والتهديد بالإنتحار. هذه الطريقة في الإحتجاج ، شهدها اليوم سجن مدينة بيِيلاّ شمال إيطاليا، بعد أن تمكن سجينان مغربيان من الصعود إلى سطح بناية السجن، عندما سُمح لجميع النزلاء بالخروج إلى باحة الإستراحة، المغربيان هددا بالإنتحار، ورفضا النزول مطالبين بتحسين أوضاعهم داخل السجن وتطبيبهم عند مرضهم، ولم تفلح مديرة السجن في إقناعهما بالنزول بالرغم من محاولاتها المتكررة. واستنفر الحادث السلطات بالإقليم، وساد خوف من تحول هذا الإحتجاج إلى تمرد جماعي داخل السجن، الذي يقبع داخل أسواره أزيد من 300 سجين. و لم تتمكن السلطات من السيطرة على الوضع إلا بعد حضور المدعي العام بمحكمة بييلا للتحاور مع النزيلين المغربيين، حينها نزلا بمساعدةٍ من رجال المطافئ . وليست هذه المرة الأولى الذي يشهد هذا السجن إحتجاج المغاربة، فقبل حوالي أسبوعين قام شاب مغربي بسلوك مثيل من أجل المطالبة بنقله للمستشفى. هذا وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسات السجنية الإيطالية تحتضن حوالي ثلاثة آلاف مغربي، ويشكلون ثاني أكبر عدد من السجناء الاجانب في السجون الإيطالية بنسبة 16.7 في المائة بعد الرومانيين، وقد تراجع عدد المغاربة الذين يقبعون في السجون الإيطالية بنسبة كبيرة، إذ كانوا يحتلون الرتبة الأولى قبل سنتين بأكثر من 5000 سجين، وتعود أسباب هذا الإنخفاض إلى سن قوانين جديدة في إيطاليا بغية التخفيف من إكتضاض السجون، كتحويل عقوبة السجن إلى الإقامة الجبرية في كثير من الحالات خاصة تلك المرتبطة بالمتاجرة في المخدرات .